بلدي نيوز
عبد القادرمحمد-حلب
رغم برودة الطقس وصعوبة الرؤية، لم تتوقف حركة الشاحنات خلال الأيام القليلة وهي تحمل عشرات الأسر النازحة من ريف إدلب الجنوبي، لتحط رحالها في ريف حلب قرب الحدود السورية التركية بعد رحلة شاقة وطويلة محفوفة بالمخاطر.
ومع تصاعد الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها النظام وحليفته روسيا على ريف إدلب باتت المدن والبلدات في ريف إدلب الجنوبي خالية من سكانها، بعد توارد أنباء للأهالي عن تفاهمات دولية تقضي بتسليم مناطق هناك للنظام وروسيا، وهو الأمر الذي نفتها الجبهة الوطنية للتحرير كبرى فصائل المعارضة السورية في إدلب.
محمد حلاج مدير فريق منسقو الاستجابة في سوريا قال لبلدي نيوز، "إن أعداد النازحين بلغت حتى اليوم في ريف حلب الغربي أكثر من ستة آلاف عائلة، فيما بلغ أعداد النازحين في منطقتي ما تعرف بـ "درع الفرات وغصن الزيتون" ألفي وخمسمائة عائلة".
وأضاف حلاج أن نسبة استجابة المساعدات والدعم من المنظمات ضئيلة جدا لا تتجاوز خمسة بالمئة قياسا بأعداد النازحين.
ضيوف كرام
في ريف حلب الشمالي وتحديدا في مدينة أعزاز تصل كل يوم عشرات الشاحنات والسيارات وهي تحمل النازحين وما تبقى من أمتعتهم التي نقلوها على عجل خشية الوقوع في الحصار، فيما عمد السكان هنا إلى مبادرة أهلية تكافلية لتقديم يد العون ومساعدة النازحين من خلال مساعدات إسعافية وإغاثية لهم.
أحمد لحموني أحد نشطاء حملة "ضيوف كرام" قال لبلدي نيوز، "إن العاملين في المبادرة يقدمون بشكل يومي ما يقارب ألفي حصة غذائية للنازحين القادمين من إدلب، بهدف تأمين وجبات جاهزة من الطعام لهم".
وأضاف، أنه تم تأمين سكن 400 عائلة في منازل على "العضم" في مدينة أعزاز، مضيفا أنه يتم تجهيز المزارع المحيطة بالمدينة لأجل تقديمها كسكن للنازحين القادمين من إدلب.
وأشار لحموني إلى أن هناك متبرع قدم أدوية بقيمة أربعة ملايين ليرة سورية إضافة إلى ألبسة شتوية تقدم للأهالي.
وقفات تضامنية
موجة النزوح والحملة الوحشية دفعت المئات من السوريين الذين خبروا آلام النزوح ومرارة التهجير سابقا، لا سيما من أهالي ريف دمشق وحمص وحلب، ممن يسكنون في مدينة بالباب، دفعتهم إلى الخروج بوقفات ومظاهرات حاشدة تنديدا بالقصف الوحشي على السكان، ورفضا لتهجير المدنيين وتدمير منازلهم.
يقول عمران الدوماني أحد مهجري دمشق ويسكن في مدينة الباب، "إن ما يحدث في ريف إدلب هو مأساة ومعاناة مررنا بها قبل نحو سنة وأشهر، عندما حاصرنا النظام وقصف المدن بشتى صنوف الأسلحة، كي يجبرنا على النزوح".
ويضيف الدوماني أن التظاهر والوقوف في ساحات مدينة الباب هو أقل واجب يمكن تقديمه لسكان ريف إدلب الذين يتعرضون بأبشع حملة تهجير وإبادة، في ظل صمت عالمي وعربي مريب.
ومثل الباب تجمع المئات من سكان مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي نصرة لأهالي إدلب النازحين، ودعما لفصائل المعارضة ودعوتهم لنجدة ريف إدلب في وجه الهجوم الدموي الذي يشنه النظام وميليشياته.