بلدي نيوز
تسعى موسكو لفرض شخصيات عسكرية في مدينة درعا وأريافها على غرار قادت "المصالحات" مع قوات النظام قبل أكثر من عام ونصف.
وتهدف موسكو بهذه الطريقة للحد من النفوذ الإيراني في عموم درعا، والتخلص من بعض المعارضين المسلحين، الذين رفضوا عقد المصالحات مع النظام، كما ذكرت قناة العربية نقلا عن مصادر معارضة.
ومنذ "المصالحة" التي شملت معظم أرياف درعا، قُتِل معظم القادة المعارضين الذين ساهموا في تلك "التسويات"، وتجاوز عددهم أكثر من 27 قُتِلوا في ظروف غامضة وبطرق مختلفة.
وجراء موافقة فصائل من المعارضة على إجراء "تسوية" مع قوات النظام، تمكنت الأخيرة من العودة إلى درعا بعد انسحابها لسنوات وعاد معها مقاتلون من ميليشيا "حزب الله اللبناني" إلى جانب الروس الذين أشرفوا على تلك "المصالحات".
إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة من المعارضة عن أن "هذه المصالحات ساهمت بفرض ميليشيا حزب الله سيطرتها بقوة في مدينة درعا وأريافها وصولا لحدود مدينتي السويداء والقنيطرة"، مشيرة إلى أن "ازدياد نفوذ هذه الميليشيا في درعا يأتي نتيجة غياب ولاء مطلق لروسيا.
وأضافت المصادر أن "الروس يختلفون كثيرا مع الميليشيات المحسوبة على إيران والمتواجدة في المحافظة إلى جانب عناصر حزب الله".
وحسب المصادر، يحاول الجانب الروسي إعادة تشكيل قوات معارضة في درعا حاليا، لإحداث توازن مع التواجد الإيراني في تلك المناطق، وذلك بالتعاون مع المستشارين الأمريكيين في "قاعدة التنف".
وتأتي هذه "المحاولة" الروسية نتيجة الاستياء الشعبي الواسع من الهيمنة الإيرانية على درعا وأريافها، حيث تخرج تظاهرات معارضة بين الحين والآخر، رفضا لوجود ميليشيات طهران في المحافظة.
وتتواجد الميليشيات الإيرانية بكثافة في درعا وصولا للحدود الإدارية لمحافظتي السويداء والقنيطرة، بالقرب من الحدود مع الأردن وإسرائيل، وأقامت فيها ما يشبه "نقاط مراقبة" لرصد تحركات مختلف التشكيلات العسكرية في تلك المناطق، بالإضافة لتجنيد الشبان في صفوفها مقابل الحصول على راتب شهري.
وبحسب مصادر محلية في المدينة، فإن "رواتب هؤلاء الشبان لا تتجاوز في بعض الأحيان أكثر من 80 دولارا أميركيا في الشهر الواحد".
كما ذكرت لـ"العربية.نت" أن "هؤلاء الشبان يرغمون على الانضمام إلى هذه الفصائل بهدف تأمين احتياجاتهم اليومية، لكن هناك آخرين انضموا لهذه الميليشيات لمتابعة تجارتهم في المواد المهربة والممنوعة بين سوريا والأردن والعراق".