بلدي نيوز – حلب (عمر الحسن)
منذ بدأت حملة القصف الشرسة الأخيرة على حلب من قبل نظام الأسد والطائرات الروسية، بدأت مشاهد الموت والدمار وبرك الدماء تتدفق على امتداد ساحات التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية، بمختلف مواقعها ومنصاتها، حيث نُشرت المئات إن لم يكن الآلاف من المقاطع المصورة، التي توثق القصف والمواقع التي يستهدفها الأسد وداعموه، والتي شهد كل موقع منها مجزرة سقط خلالها العشرات من الشهداء والجرحى.
لم يكتف نظام الأسد وداعمه بوتين بإرسال الطائرات لقتل السوريين، ولم يكفه أن يقتل المدنيين بصواريخها التي دمرت مستشفى القدس، وقتلت طبيب الأطفال الأخير المتبقي في حلب.
أكثر من 250 شهيداً والمئات غيرهم من الجرحى المدنيين في المناطق المحررة قتلتهم صواريخ الطائرات الروسية، ليتحولوا إلى مدنيين موالين قتلهم "الإرهابيون" في مناطق النظام -حسب إعلام النظام وروسيا- فبعد أن قتل المدنيين في العديد من المجازر، بدأ النظام بالاستفادة من المجازر التي ارتكبها بحق المدنيين في المناطق المحررة، بعدة أساليب، أولها نشر الفيديوهات والصور والادعاء أنها لمدنيين في المناطق الخاضعة لسلطته وأن "الإرهابيين" من الثوار هم من يقصفونهم، باستخدام الهاون ومدافع جهنم.
إضافة إلى نشر الصور مرفقة بالتعليقات الحزينة والمتألمة عن وضع حلب، بدون تحديد المنطقة بدقة، وبدون تحديد من يقصف من ولماذا.
حتى وصلت الحالة بعدد من الصفحات الموالية للنظام إلى نشر العشرات من البوستات والتعليقات حول "مأساة" حلب، مستخدمين أكثر الصور والتسجيلات شهرة من بين التي نشرت في حلب من طرف الثوار، وهذا الأمر كررته قنوات داعمة للنظام كـ"روسيا اليوم" وغيرها.
الأمر الخطير في هذا الموضوع هو جيش وسائل التواصل بعدة لغات، التي يستخدمها النظام لتمرير أفكاره إلى الغرب، بمساعدة العديد من وسائل الإعلام العالمية المتواطئة معه.
فترجمة الصور والفيديوهات التي يدعي فيها الموالون للنظام أنهم يتعرضون للقصف بيد الثوار، يعني أن تصل الصورة معكوسة إلى المتلقي الغربي، والتي ستدفع الرأي العام الغربي إلى التعاطف مع النظام ضد "الإرهاب" الذي يعاني منه موالو الأسد حسب زعمه.
فعملية الاستخفاف بعقول المتلقي الناطق بالعربية يمكن مواجهتها ببساطة، بسبب فيض الأشخاص القادرين على الرد على هذه السرقات، وإظهار الحقيقة.
لكن القدرة على الرد على الافتراءات المنشورة عبر وسائل الإعلام الناطقة بلغات أخرى يعتبر عملية أصعب، خصوصاً بسبب قلة وسائل الإعلام الثورية الناطقة باللغات الإنجليزية والروسية والاسبانية والفرنسية وغيرها، وكثرة وسائل الإعلام الأجنبية التي استطاع النظام بسبب الدعم الغير محدود الذي يقدمه لاتباعه من اختراقها حتى النخاع.