بلدي نيوز- (ليلى حامد)
ارتفع سعر ربطة الخبز 50 ليرة في محافظة إدلب شمال سوريا الخاضعة لسيطرة هيئة تخرير الشام قابله حالة من الاستياء الشعبي العارم.
ووصل سعر ربطة الخبز إلى 250 ل.س، بالتزامن مع غلاء المحروقات وفقدانها في الكثير من المحطات التي يؤكد العاملون فيها أنّ السبب "احتكار حكومة اﻹنقاذ" المحسوبة على الهيئة للمادة.
وتقول "سعاد" نازحة من ريف حمص لمراسلة بلدي نيوز: "الحرب علينا بلقمة الخبز، من مصلحة مين هاد الشي؟".
في المقابل؛ "سمر وبتول" بائعتا خبز من دير الزور نازحتان إلى إدلب بعد مقتل والدهما على أيدي قوات اﻷسد، أكدتا أنّهما يعملان ببيع الخبز وبالكاد تحصلان على ثمن وجبة إفطار.
وتقول بتول لمراسلة بلدي نيوز: "الناس لن تشتري منا بعد اليوم، نحن أساسا أغلب أكلنا خبز ولبن أو تمر من جيرانا".
فيما اعتبر "أبو برهوم" صاحب أحد اﻷفران في إدلب أنّ رفع سعر ربطة الخبز يصب في خدمة الضرائب التي بدأت حكومة الإنقاذ بفرضها على المدنيين.
وأضاف: "رفع سعر الربطة سيزيد من معاناة أبناء المحرر، في ظل الارتفاع الكبير في سعر مادة المازوت والحطب، وانهيار الليرة في سوق الصرف".
فيما يقول "أبو خالد" من مهجري ريف دمشق، بأنه يحتاج إلى ربطتي خبز يوميا لعائلته النؤلفة من 4 أفراد.
وأضاف: "وفق السعر القديم 200 ليرة؛ أنفق ما يقارب 12 ألف ليرة سوري على الخبز"
ويقول "سعيد" من أبناء إدلب: "اﻷسعار بالدوﻻر حتى الخبز، وما حدا عم يرحم الناس، هل يجب على المواطن أن ينفق على الخبز أم الدفء نخشى أن نفقد اﻻثنان معا".
يشار إلى أنّ الشارع في المحرر مستاء من هيمنة حكومة اﻹنقاذ التي تقف عاجزة عن ضبط السوق، أوحتى التدخل في التخفيف عن المدنيين.
وتشهد إدلب والشمال المحرر ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الغذائية، والأمبيرات مؤخرا إضافة، إلى مياه الشرب التي تأثرت بأسعار المحرقات.
ويعتقد معظم من التقتهم مراسلة بلدي نيوز، أنّ حكومة اﻹنقاذ تتحمل المسؤولية، في حين يرى آخرون أنّ "إدلب" دخلت دوامة حصار دولي والهدف أبعد بكثير مما هو عليه اليوم، في إشارة إلى احتمال فرض تسوية لصالح نظام اﻷسد وفق بعض ما يتداوله الناس في الشارع.
ويشكو الشارع في المنطقة المحررة من توجه حكومة اﻹنقاذ لجباية الضرائب والزكاة، في وقتٍ بدت فيه عاجزةً عن تحمل مسؤولياتها داخليا ومراعاة ظروف السكان، ﻻسيما أنّ المنطقة باتت آخر ملاذ المهجرين من كل الجغرافية السورية وجميعهم يعيشون حالة مالية سيئة.
ويؤكد الناشط "عمر الشامي" المختص بالشأن اﻻقتصادي، أنّ الخبز هو العمود الفقري في حياة الناس، ومن الطبيعي أنّ ما يحدث مقدمة ﻻحتجاجات في الشارع، ضد حكومة اﻹنقاذ للإطاحة بها.
وأضاف الشامي: "الناس تدفع الثمن دون ذنب، قرارات ارتجالية وغياب استراتيجية واضحة للحكومة تخدم في المحصلة أجندات خارجية، ومن المنطقي أن نسمع بعد مدة من يروج لفشل الثورة".
يشار إلى أنّ حكومة الإنقاذ أصدرت قبل أسابيع قرارا يهدف إلى تخفيض وزن ربطة الخبز في جميع الأفران العامة والخاصة في المحافظة بمقدار ٢٥٠ غرام، وبالتالي أصبح وزن الربطة ٧٠٠ غرام، بعد أن كان ٩٥٠ غرام.
وانعكس القرار الذي حمل رقم 850 تاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بشكلٍ سلبي على حياة الناس، ﻻسيما الفقراء والمهجرين ليتبعه قرار الزيادة في السعر يوم أمس الجمعة، وتداولته صفحات المعارضة بالسخط، ولم تعلق عليه "حكومة اﻹنقاذ".