بلدي نيوز- إدلب (محمد وليد جبس)
استقبل المدنيون فصل الشتاء لهذا العام في ظل معاناة مركبة لجهة الغلاء الذي تعيشه المنطقة وفقدان مصادر الدخل واحتكار مصادر التدفئة المتمثلة بالمحروقات التي فاقت قدرة السكان على شرائها.
وقالت مصادر محلية إن سعر ليتر المازوت وصل إلى 560 ليرة سورية، مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية ومخاوف من حدوث وفيات بين الأطفال جراء عجز الأهالي عن شراء مواد التدفئة.
"أحمد إبراهيم" قال لبلدي نيوز: "عملت ضمن إحدى المنظمات الإنسانية براتب 150 دولارا امريكيا، والآن أعمل بشكل تطوعي منذ أربعة أشهر بسبب انقطاع الدعم".
وأضاف: "منزلي في الأجار ولدي طفلين والأسعار غالية جدا، وفي ظل هذه الظروف المعيشية تبدو الحياة أكثر صعوبة، وعلى الإنسان أن يواجه هذه الظروف مجتمعة".
وأردف "90 بالمئة من الأهالي لم يتمكنوا من شراء مادة المازوت المخصص للتدفئة مع بداية الشتاء، ودفع البرد عن أجساد أطفالهم وأسرهم، بسبب ارتفاع الأسعار الخيالي، حيث وصل سعر البرميل الواحد إلى أكثر من 120 ألف ليرة.
بدورها قال "بدرية الأحمد" نازحة من ريف إدلب الجنوبي لبلدي نيوز؛ "أنا معيلة لأربعة أطفال، والدهم استشهد بقصف للنظام وروسيا على ريف إدلب الجنوبي، ونزحت جراء القصف العنيف على منطقتنا، وأسكن مع أطفالي الأربعة في خيمة قماشية لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، سلمتنا هي إحدى المنظمات بالقرب من مدينة كفرتخاريم".
وأضافت: "واجهت العديد من المتاعب في رحلة نزوحي، وتمكنت من تخطيها ولله الحمد، لكن اليوم نتعرض لكارثة أصبح الجميع يدركها، ألا وهي ارتفاع أسعار المازوت إلى أرقام خيالية فاقت قدرتنا وقدرة أي إنسان على شرائه، حيث تحتاج الخيمة الواحد أو المنزل لسبعة ليترات في اليوم الواحد، أي ما يعادل البرميل شهريا".
وأردفت "موجة البرد بدأت منذ أسبوع ولم نتمكن من شراء الوقود للتدفئة، وكان علي أن أجد بديلا لهذا الأمر، قمت بجمع الملابس القديمة ووضعتها في المدفئة بديلا عن المازوت، لكن هذه الملابس لا تكفي سوى أيام قليلة، ولم أجد البديل إلا التوجه إلى محلات بيع ألبسة البالة، والبحث عن قطع لا تصلح للارتداء واشتريها بأسعار قليلة، ريثما أجد طريقة بديلة أو تعود أسعار المحروقات إلى ما كانت عليه سابقا".