بلدي نيوز
نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن المبعوث الأممي السابق إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا" قوله، إنه قدم استقالته العام الماضي من إدارة الملف السوري لتفادي مصافحة رئيس النظام السوري "بشار الأسد".
وتولى "دي ميستورا" منصب المبعوث الأممي إلى سوريا خلال الفترة بين عامي 2014 و2018، قبل أن يقدم استقالته ليتولى إدارة الملف خلفه "غير بيدرسون" الذي يشرف حاليا على اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
وخلال كلمة ألقاها الاثنين الماضي في مركز آغا خان بلندن، قال ديمستورا: "لماذا قدمت الاستقالة العام الماضي؟ رسميا جاء ذلك لأسباب شخصية، وبشكل غير رسمي جاء ذلك لأنني شعرت بأن الحرب على الأرض توشك على النهاية، ولكوني مناهضا في الواقع لما جرى في حلب وإدلب وداريا، لم يكن بوسعي أن أكون شخصا يصافح الأسد ويقول له: معليش".
ولفت المبعوث الأممي السابق إلى أن جهود الأمم المتحدة وتدخلاته الشخصية أنقذت أرواح ما يصل إلى 700 ألف نسمة في حلب، معبرا عن قناعته بأن روسيا لا تزال ترغب في توقيع اتفاق سلام في سوريا كي لا تبقى مع "شمعة ستحرق يدها"، لافتا إلى أن انطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف يمثل مؤشرا على ذلك.
وتوقع ديمستورا أن تمارس روسيا الضغط على حكومة دمشق بغية دفعها إلى منح نوع من الحكم الذاتي إلى الأكراد في شمال شرقي البلاد، واصفا الوضع الحالي في سوريا بأنه "هش"، كما لفت إلى أن موسكو ترغب في دفع دول أوروبا إلى الإسهام في إعادة إعمار سوريا، وهذا الأمر غير محتمل حدوثه إلا بعد إحلال الاستقرار السياسي والسلام الشامل في البلاد.
وأوضح المبعوث السابق في أول كلمة ألقاها في بريطانيا منذ استقالته، إن "بريكست" كان نتيجة لخيبة أمل بعض البريطانيين إزاء فشل أوروبا في التعامل مع الأزمة السورية.
تجدر الإشارة إلى أن المبعوث الأممي السابق إلى سوريا كان قد التقى "بشار الأسد" مرات عديدة في العاصمة السورية دمشق لبحث ملف الأزمة السورية، ناهيك عن تصريحاته الكثيرة للصحفيين عن الأسد أثناء أداء مهامه كمبعوث أممي، والتي قال خلالها إن "الرئيس الأسد هو جزء من الحل وسوف نستمر في إجراء مناقشات مهمة معه".