بلدي نيوز - (ليلى حامد)
تعيش مدينة إدلب هدوء نسبياً، على خلفية إعلان وزارة الدفاع الروسيّة نهاية شهر آب/أغسطس الفائت ما اصطلح عليه بـ"هدنة أحاديّة الجانب"، مؤكدةً أن قوات اﻷسد ستلتزم بوقف إطلاق النار.
ويرى عددٌ كبير ممن استطلع "بلدي نيوز" رأيهم في مدينة إدلب أنّ الوضع مقبول، رغم الخروقات المتكررة من طرف النظام، مقارنةً باﻷشهر الخمسة الماضية، التي امتدت من نيسان/أبريل وحتى نهاية آب/أغسطس، وهي فترة شهدت تصعيداً ومعارك ضارية بين الفصائل الثورية وقوات النظام المدعومة بسلاح الجو الروسي، وراح ضحيتها مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وتمكنت فيه قوات النظام والميليشيات الحليفة من استعادة السيطرة على بعض المناطق لا سيما "خان شيخون".
ويعتقد بعض من استطلعنا رأيهم من أبناء "معرة النعمان" أنّ مسألة العودة إلى منازلهم، بعد تهجيرهم إلى إدلب، مرهونة بوقف حقيقي للقصف.
وسبق أن تحدثت صفحات المجالس المحلية في قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي أنّ عودة خجولة للمهجرين بدأت منذ نحو أسابيع قليلة.
ويؤكد "أبو عبدو"، صاحب مكتب عقاري في مدينة إدلب، أنّ بعض البيوت فرغت من مستأجريها، وبعضهم يتحضر لتسليم مفاتيح منزله المستأجر، وبشكلٍ بطيء.
وأضاف؛ "يخشى البعض من تجدد المعارك أو عودة القصف، فالهدنة كما يصفونها هشة، ما يدفع هؤلاء للتريث، إذ أن إيجاد منزل في إدلب أو الشمال عملية شبه مستحيلة لو تجددت اﻻشتباكات".
وترى السيدة "نهلة" من مدينة معرة النعمان أنّ البقاء في إدلب، هو لحماية أفراد أسرتها، لكنها تعلق، بأنه لم تستطيع التأقلم والتكيف مع جوّ الهجرة، وإن كان أفضل من سكن المخيمات شمال إدلب، لا سيما مع طرق فصل الشتاء للأبواب حسب تعبيرها.
وبدا أن قرار العودة إلى بعض المناطق في ريف إدلب محفوفاً بموازنة وحساباتٍ صعبة، فالمعادلة والمشهد مريب ومثير للشك، وتبدو المسألة محصورة بملف "ضمان هدنة طويلة".
ويشار إلى أنّ فريق "منسقو استجابة سوريا" أصدر بيانا حول أعداد النازحين، الذين قال بأنهم عادوا لبلداتهم، منذ إعلان وزارة الدفاع الروسية عن الهدنة.
ووثق الفريق عودة 13671 نازحاً إلى ريف إدلب، في إطار اﻻستفادة من حالة الهدوء النسبي الذي تشهده مناطقهم.
وتتضارب التوقعات بين الأشخاص من التقتهم مراسلة بلدي نيوز، من المهجرين والنازحين، حيث يظن البعض أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الهدوء، في إطار جهد اﻷطراف الفاعلة ﻹيجاد مخرجٍ سياسي للحل، وأخرى تخشى ما تصفه بغدر النظام، الذي يحشد على خطوط التماس؛ ما يجعل مسألة العودة إلى مناطقهم "على درجة عالية من الخطورة" حسب وصف السيد "فهد عبد القادر" من مهجري دمشق، والمقيم سابقاً في معرة النعمان.
يشار إلى أنّ تقارير إعلامية وميدانية تحدثت في وقت سابق أنّ قوات اﻷسد استقدمت تعزيزات عسكريّة في الفترة الأخيرة، باتجاه مواقع التماس مع الفصائل الثورية جنوب إدلب.