اللاذقية (بلدي) – يسعى نظام الأسد لتغيير ديمغرافية مدينة اللاذقية وتهجير للأحياء المعارضة لنظامه، في إطار السياسة الممنهجة لتهجير فئة من السوريين من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، متبعاً جل الأساليب التي تمكنه من تنفيذ هذه السياسة كالإنذار بالإخلاء بحجة استخراج النفط، وقصف هذه الأحياء بالصواريخ واتهام فصائل الثوار بذلك القصف.
"أبو محمد" شاهد عيان من مدينة اللاذقية قال لـ "بلدي": "نظام الأسد بدأ بتهجير أهالي الأحياء المعارضة له منذ شهر ونصف بحجة استخراج النفط من هذه الأحياء، وأنذر السكان بإخلاء المنطقة دون إيجاد البديل لهم".
وأضاف: "سكان حي المشاحير تلقوا إنذار بإخلاء الحي منذ شهر تقريباً ولدى المطالبة بإيجاد بديل، أجابهم المسؤولون عن أمر الإخلاء بعبارة (دبروا حالكن)".
وبحسب السكان فإن نظام الأسد لم يوفر وسيلة بهدف تهجيرهم، فغير حججه الواهية باستخراج النفط من هذه الأحياء، بدأ باستهدافها براجمات الصواريخ المتمركزة في قمة "النبي يونس"، كان آخرها استهداف "طريق الحرش" في المدينة بستة صواريخ، قضى على إثرها عدد من المدنيين.
واستهدفت قواعد قوات النظام البحرية حي "8 آذار"، الذي شهد انطلاقة أول مظاهرة مناوئة للأسد وحكمه في بداية الحراك السلمي عام 2011م.
وسائل الإعلام الموالية للنظام سارعت عقب استهداف الأحياء المعارضة لاتهام الفصائل الثورية بذلك، وقالت أن مصدر الصواريخ هو الريف الشرقي، الذي تسيطر كتائب الثوار على أجزاء كبيرة منه، في حين تسيطر قوات النظام على المراصد العالية فيه كقمة النبي يونس.
بدوره "خالد أبو الوليد" المتحدث باسم "جيش الإسلام" القطاع الجنوبي، نفى لشبكة بلدي قصف المدينة في هذه الفترة، وأن ما تم استهدافه في المدينة في الفترات الماضية هو المربع الأمني فقط دون غيره.
كما نفى "عمر الساحلي" القيادي في "حركة أحرار الشام" لـ "بلدي" استهداف المدينة وأكد أن الصواريخ انطلقت من مواقع قوات النظام في قمة النبي يونس، ونقاط تمركزه في صنوبر جبلة، وتهدف قوات النظام من ذلك لتهجير الأحياء المعارضة، وخلف فتنة بين سكان تلك الأحياء التي أيدت الثورة وخرجت في مظاهرات، نادت بإسقاط النظام في العام الأول من الثورة السورية.
ولم تقتصر منهجية التهجير على الإنذار بالإخلاء والقصف بل تعدت إلى مضايقات "الشبيحة"، وقوات النظام على سكان تلك الأحياء، فضلاً عن الاعتقالات العشوائية والأفعال الاستفزازية، حسب شهود عيان من داخل المدينة.