بلدي نيوز - (خاص)
دعا المركز الروسي للمصالحة في قاعدة حميميم العسكرية، يوم الخميس، تركيا للضغط على الفصائل في محافظة إدلب بهدف تأمين عودة النازحين إلى المناطق التي سيطرت عليها روسيا والنظام مؤخرا في ريفي إدلب وحماة.
وقال رافيل موغينوف رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، إنه "يأمل أن تسفر الجهود المشتركة مع الجيش التركي عن إسهام نقاط تفتيش الأخير في تأمين عودة اللاجئين إلى منطقة وقف التصعيد في إدلب".
وزعم موغينوف، أن من أسماهم (المسلحين) في منطقة وقف التصعيد بإدلب يعيقون مرور اللاجئين.
وناشد الجانب التركي مساعدة روسيا، لأن لديهم مراكز مراقبة في هذه المنطقة، وقال "نأمل أن نتمكن معا من جعل نقاط التفتيش هذه تسهم في عودة اللاجئين عبر معبري صوران وأبو الضهور".
وأشار إلى أنه بعد السيطرة على مدينة خان شيخون في الجزء الجنوبي من محافظة إدلب، بدأت نقطة تفتيش صوران في محافظة حماة المجاورة بالعمل في اتجاهي الشمال والجنوب.
وزعم أن المدنيين بدأوا الآن في العودة إلى المدن والقرى التي سيطرت عليها روسيا وقوات وميليشيات النظام.
وقال موغينوف "عاد حوالي 10 آلاف شخص إلى الأراضي التي سيطرت عليها روسيا والنظام خلال الشهر الماضي".
وتمت إعادة فتح حاجز أبو الضهور في منطقة وقف التصعيد بإدلب في 13 أيلول/سبتمبر الجاري بمبادرة من المركز الروسي للمصالحة.
رفض العودة
وفرض قصف النظام وروسيا على آلاف العائلات السورية التهجير والنزوح من منازلهم وتفضيل العيش في مخيمات بدائية على البقاء تحت حكم النظام.
عائلة موفق الحسين تتكون من ثمانية أبناء وزوجة، مثلها مثل آلاف العائلات السورية التي هجرت بسبب العملية العسكرية التي شنتها قوات النظام وروسيا على شمالي حماة وجنوب إدلب منذ نيسان/أبريل الماضي، بعد السيطرة على عشرات المدن والقرى التي دمرت تحت وابل القصف بالقنابل والصواريخ من النظام وروسيا على المنطقة.
يقول "الحسين" لبلدي نيوز، إنه نزح من قرية البرتقالة شرقي بلدة سنجار بريف إدلب بـ5 كم في منطقة أبو الظهور، عندما دخل النظام قريته، حيث نزح من منزله حاملا بعض الألبسة الضرورية مع عائلته و10 رؤوس من الغنم.
واضطر الحسين لبيع أغنامه للعيش ومواجهة وطأة النزوح.
ويقول أن كفر تخاريم غربي إدلب التي يقيم فيها الآن، هي المكان الثاني الذي نزح إليه، حيث سبق له أن نزح بداية إلى منطقة معرة النعمان والتي أصبحت منطقة خطرة هي الأخرى بسبب كثافة القصف الذي تتعرض له المدينة منذ أشهر.
عائلة السيد موفق الحسين، ليست الوحيدة التي هجرت ونزحت تحت وابل القصف، وتقول إحصائيات فريق "منسقو الاستجابة" إن عدد النازحين الكلي من مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي يتجاوز 950 ألف نسمة، لم يعود من المجموع الكلي للنازحين إلا عددا قليلا، وذلك بهدف إخلاء منازلهم، أي أن عدد النازحين الحقيقي يتجاوز المليون"، بحسب ما قال محمد حلاج مدير منسقو الاستجابة.
ويضيف الحلاج في حديثه لبلدي نيوز، أن معبر أبو الظهور الذي فتحه النظام أمام الراغبين بالعودة إلى مناطق سيطرته لم يعبره أحد من المدنيين، ولا يوجد نية لدى المهجرين لاستخدامه في العودة.
وهذا ما أكده مسؤول معبر أبو الظهور التابع للجبهة الوطنية للتحرير؛ قائلا "إن المعبر مغلق أمام الراغبين بالعودة منذ شتاء 2018 العام الماضي، من قبل النظام، وما يدعيه النظام أن الأهالي ينتظرون أن يفتح المعبر من طرفنا ليعودوا، هو مجرد شائعات".
ويؤكد المسؤول بحديثه لبلدي نيوز "أنهم كجهة عسكرية تدير المعبر، لم يسجلوا أي حالة قادمة من المناطق المحررة باتجاه النظام حتى تاريخه، على العكس من ذلك، يرفض أهالي القرى والبلدات الذين هجرهم ودمر مدنهم وقتل أقاربهم العودة والعيش تحت حكمه".
بالعودة إلى عائلة موفق الحسين ترفض هي الأخرى العودة إلى قرية البرتقالة، هذا ما يؤكده رب العائلة، قائلا إنه "لن أعود لمناطق النظام لأنه قتل أطفالنا وشردنا ودمر قرانا النظام، هو القاتل والإرهابي ولن يرحمنا بأي حال من الأحوال"، ويشير إلى أن الجيش الحر -الجبهة الوطنية للتحرير- لم تمنعهم من العودة عبر معبر أبو الظهور بل هم من يرفضون العودة.
ويوضح الحسين أسبابه، قائلا "النظام يعتقل الشباب ويسوقهم للخدمة في جيش بشار الأسد ويستخدمهم ضد أهلهم، كما يعتقل العائدين ويخفيهم، ولا يجرؤ أي أحد على السؤال عنهم، كما يستخدم بعض القرى والمنازل كمواقع عسكرية ويمنع الناس من العودة إليها حتى العائدين من مناطق كان يسيطر عليها، عدا عن الضرائب والإتاوات التي يطالب بها المدنيين".
ويتساءل عن سبب يعود فيه إلى نظام يعلم أنه سوف يقتله أو يعتقله إذا لم يكن هو لكبر سنه، فحتما أحد أفراد عائلته سوف يتعرض لهذه النهاية الحتمية، حسب قوله.