بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
تقف إجراءات نظام الأسد ضد الأهالي في محافظتي درعا والقنيطرة عائقا أمام عودة الحياة إلى طبيعتها، على الرغم من الوعود التي أطلقها بعد اتفاق التسوية الموقع صيف العام الماضي.
ويعتبر قطاع التعليم من أكثر القطاعات الخدمية التي تضررت نتيجة ممارسات نظام الأسد في المناطق التي شهدت اتفاق التسوية، ومن أبرز هذه الممارسات؛ منع عودة المعلمين ورفض تعيين آخرين لتعويض النقص، فضلا عن التقاعس في ترميم المدارس المتضررة.
سمير أبازيد من مدينة درعا قال لبلدي نيوز: "قطاع التعليم في مناطق التسوية يعاني بشكل كبير من عدة مشكلات، أبرزها أن عدد الطلاب الكبير في ظل النقص في عدد المدارس التي لا يمكن لها استيعاب الأعداد الكبيرة وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي".
وأضاف، "بعض الصفوف فيها أكثر من 40 طالبا، في وقت قدرة الصف الاستيعابية لا تتجاوز30 طالبا، مما يجعل القدرة على إيصال المعلومة بالغ الصعوبة مع هذه الأعداد".
ولا يقتصر تدهور وضع التعليم في مناطق التسوية على طلاب المرحلة الابتدائية، فقد حرم آلاف الطلاب الذكور من مواصلة دراستهم في الشهادة الثانوية بعد منعهم من الحصول على التأجيل الدراسي بخصوص الخدمة الإلزامية، وباتوا في عداد المحتجزين في مناطق التسوية، ويخشون المرور على حواجز النظام خشية تعرضهم للاعتقال والسوق للخدمة.
وبحسب أبازيد؛ هناك الآلاف من طلاب الثانوية العامة توقفوا عن متابعة دراستهم بعد قرارات التجنيد الجديدة التي أصدرها النظام، والتي تتعلق بمنع التأجيل الدراسي لمن تجاوز عمره 20 عاما، فيما يعتبر غالبية الطلاب في تلك المناطق من هذه الأعمار جراء انقطاعهم عن الدراسة طوال السنوات الماضية.
وأوضح أنه بالرغم من ضمان اتفاق التسوية لمن وقع على الاتفاق بعدم التعرض للاعتقال؛ لا تزال المنطقة تشهد اعتقالات بحق الشباب ومنهم طلاب المراحل الثانوية والجامعات، وهو ما يناقض قرارات النظام حول الخدمة الإلزامية وقرار التأجيل الدراسي.
إلى ذلك؛ يعاني قطاع التعليم من عدم توفر العدد الكافي من المدرسين، جراء رفض النظام تعويضهم بآخرين أو إعادة من جرى فصلهم خلال السنوات الماضية.
ويقول مدرس من مناطق التسوية رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية؛ "على الرغم من توقيعي على اتفاق التسوية لم يعاد تعييني بالرغم من افتقار المدارس في مناطق التسوية للمعلمين، وغالبيتهم يعملون بنظام الساعات دون راتب محدد أو تثبيت في المدارس الحكومية.
ويتابع المدرس في حديثه لبلدي نيوز، "تلقينا في بداية اتفاق التسوية عشرات الوعود من اللجان المسؤولة عن المفاوضات بالعمل على إعادة الموظفين، والتي لم تتجاوز مرحلة الوعود حتى اللحظة، مع انتهاج نظام الأسد سياسية التحييد لمناطق التسوية حتى اليوم".
وأضاف، "الوضع التعليمي خلال السنوات الماضية أفضل بكثير خلال سيطرة المعارضة على هذه المناطق من حيث تقديم الدعم من قبل المنظمات لفتح المدارس وتوفير مصاريف تلك المدارس من لوازم دراسية ومرتبات مدرسين، وحتى افتتاح مدارس بعيدة عن الأماكن التي تتعرض للقصف من قبل قوات النظام".
ولا تزال غالبية المدارس المتضررة من قصف قوات النظام خلال السنوات الماضية دون إصلاحات فعلية، في ظل تقاعس النظام عن تقديم الخدمات للمناطق التي خضعت لاتفاق التسوية، بالرغم من نداء المدنيين للعمل على إعادة تفعيل الخدمات الأساسية.