بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
تسبب القرار الصادر عن "هيئة تحرير الشام" القاضي بوقف صناعة الزجاج والفخار بالضرر لأكثر من 20 ألف نسمة في بلدة أرمناز بريف إدلب الشمالي الغربي، حيث يعتمد معظم اهالي البلدة على هذه الصناعة كمصدر للدخل في ظروف الحرب وتحدياتها، بذريعة التشجيع على ارتكاب المعصية.
"أبو أحمد" أحد العاملين في ورشة لصناعة الزجاج تضم أكثر من 40 عاملا، قال لبلدي نيوز: "جراء القرار الصادر عن هيئة تحرير الشام؛ تعطلت عن العمل أنا وجميع العمال ضمن الورشة منذ أكثر من ثلاثة أشهر وحتى الآن، وأبحث عن عمل لتأمين قوت عائلتي، لكن دون جدوى لأن معظم المعامل أغلقت بسبب قرار الهيئة".
وأضاف، "المهنة الوحيدة التي تعلمتها من والدي هي حرفة صناعة الزجاج، ولا يمكنني بعد هذا السن أن أتعلم مهنة أو حرفة جديدة، حتى لو تعلمت فمعظم أهالي أرمناز يعتمدون على مهنتي الزجاج والفخار، وهما من الحرف القديمة والعريقة في البلدة".
وفي السياق؛ يقول "أبو محمد" صاحب ورشة لصناعة الفخار في حديث لبلدي نيوز: "أبلغتنا هيئة تحرير الشام بعدم صناعة رؤوس الأركيلة بذريعة أننا نساعد على نشر المعصية التي تأخر نصر الثوار على جبهات القتال، وأغلقنا الورشة وصرفنا العمال من المعمل".
وأوضح "أبو محمد" أن أكثر من عشرة معامل لصناعة الفخار جرى إغلاقها جراء هذا القرار المجحف بحق أصحاب المعامل والورشات وأهالي البلدة، علما أن البلدة تحوي أكثر من 30 ورشة صغيرة ضمن المنازل تعمل في تصنيع رؤوس الأركيلة من الفخار، وجميعهم تضرروا من جراء قرار منع مزاولة المهنة.
من جانبه قال"أبو سعيد" صاحب معامل صناعة الزجاج: "بأي حق وتحت أي ذريعة تمنعنا هيئة تحرير الشام من مزاولة صناعة الزجاج، هل توقف نصر المسلمين على صناعة زجاجة الاركيلة؟ علما أن معظم الأنتاج يصدر إلى خارج البلاد".
وأكد أن اكثر من أربعة آلاف عائلة أي ما يقارب 20 ألف نسمة باتت بدون دخل في بلدة أرمناز دون حق أو ارتكاب أي ذنب، وأضاف، الأولى بهيئة تحرير الشام التي وكلت نفسها وليا على الشعب في المناطق المحررة، أن تحرر المناطق التي سيطر عليها النظام وهجر أهلها إلى المناطق الحدودية عوضا عن التضيق على الشعب والتسلط على مصار أرزاقهم.
يذكر أن معظم أهالي بلدة أرمناز تعتمد في دخلها المعيشي بشكل رئيسي على صناعة الزجاج والفخار، وتساعدهم التربة الخصبة الموجودة في المنطقة على الاستمرار في الحفاظ على تراثهم الذي تتوارثه الأجيال منذ القدم واتخذوها كمورد رئيسي للعيش بكرامة.