بلدي نيوز – (لانا أبو حميد)
نشرت وسائل إعلام تركية صورا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يقدم ضيافة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني خلال قمة أنقرة لمناقشة الأوضاع في إدلب السورية التي تعرضت لحملة عسكرية قادتها روسيا وقتلت فيها أكثر من ألف مدني وهجرت أكثر من مليون آخرين نحو الحدود السورية التركية.
وظهر أردوغان وهو يقدم فاكهة "التين" للرئيسين الضيفين، وقال ناشطون إن ضيافة التين هي رد على البوظة التي قدمها بوتين لأردوغان خلال زيارته لسوتشي قبل أسبوعين.
واختار بوتين لنظيره التركي أردوغان آيس كريم بالفانيليا، كما اختار لنفسه آيس كريم بالشوكولاتة وأعطى للبائعة التي اتضح لاحقا إنها من عناصر المخابرات مبلغ 5 آلاف روبل روسي.
وقال أردوغان لبوتين ممازحا "هل ستدفع أنت للبائع؟"، فرد بوتين "بالطبع سأفعل.. أنت ضيفي".
قمة أنقرة
واجتمع في أنقرة زعماء تركيا وروسيا وإيران، وأبرز ملف تم نقاشه كان حول سوريا، وتركز على المستجدات في إدلب، بما في ذلك موضوع نقاط المراقبة التركية، ومحاربة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة.
وقال أردوغان، إن القمم الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران حول سوريا انطلقت في مدينة "سوتشي" الروسية، ثم تواصل عقدها في إيران وتركيا، مؤكدا أن العاصمة التركية أنقرة احتضنت القمة الثلاثية حول سوريا.
بينما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، إنه تمت الموافقة على لائحة اللجنة الدستورية المعنية بصياغة دستور لسوريا.
جاء تصريحاته في مؤتمر صحفي عقده بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني عقب القمة الثلاثية حول سوريا في العاصمة التركية أنقرة.
وقال بوتين "بعد عمل دقيق شكل دبلوماسيونا لائحة اللجنة الدستورية المعنية بصياغة دستور لسوريا وقد تمت الموافقة عليها، وأكد استعداد روسيا لتقديم كافة أشكال الدعم لعمل اللجنة".
وردا على سؤال يتعلق باللجنة الدستورية، قال بوتين إن أعمال اللجنة ستساهم في تحقيق الاستقرار في سوريا، وشدد أنه لا بديل عن العملية السياسية، مضيفا "قمنا بعمل رائع، ولقد قدم أردوغان وروحاني مساهمة هائلة في تشكيل اللجنة".
وتابع "بذل أردوغان الكثير من الجهد، ولقد انتهت العملية بعد أن تم إدراج اسم آخر شخصية مرشحة في لائحة اللجنة".
ولفت بوتين إلى أن البيان الختامي للقمة يتضمن مواد حول إرساء سلام دائم في سوريا، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الحوار السياسي، وأوضح أن اجتماعات على مستوى الخبراء ستعقد من أجل الدفع بالحوار السياسي.
وقال إن خبراء من روسيا وتركيا وإيران والأمم المتحدة، والجانب السوري وممثلون عن الدول المراقبة سيعقدون الشهر المقبل اجتماعا في العاصمة الكازاخية نور سلطان.
وأعرب بوتين عن قلقه من الأوضاع في إدلب، قائلا "هذه المنطقة تقريبا تحت سيطرة الفصائل المرتبطة بالقاعدة، ولا يسعنا أن نبقى صامتين إزاء ذلك".
وأضاف "اتفقنا مع أردوغان وروحاني على اتخاذ خطوات لتخفيف التوتر في إدلب، وسنقدم دعما محدودًا للجيش السوري لإنهاء الإرهاب".
وشدد أنه "لا يمكن إرساء الاستقرار في المناطق الشمالية الشرقية السورية، إلا إذا دخلت تحت سيطرة الحكومة السورية".
وخرقت روسيا والنظام وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، وعاودت الطائرات الحربية والمدفعية والراجمات لتقصف مدن وبلدات ريف إدلب بشكل مكثف، مسجلة العديد من الغارات على المنطقة.
من جهته، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أسفه لعدم تنفيذ الاتفاقات بشأن منطقة إدلب، معتبراً أنه "بلا شك، أحد أهم أهداف الدول الضامنة لعملية أستانا بموجب تلك الاتفاقية، هو تفادي أزمة إنسانية كبرى في منطقة إدلب، ولم يمض وقت كثير منذ توقيع الاتفاق، لكن الأراضي تحت سيطرة الإرهابيين لم تتقلص، بل اتسعت كثيرا للأسف".
وترعى الدول الثلاث مسار أستانا، الذي استغلته روسيا وإيران للسيطرة على عدد من المدن السورية وتهجير أهلها ومقاتليها، أبرزها الغوطة الشرقية بريف دمشق، وجنوب دمشق، وريف حمص الشمالي، وريف حماة الشمالي.