حاول نظام الأسد منذ بداية الثورة السورية، قمع الثورة بشتى الوسائل أهمها تشكيل مليشيات مسلحة عرفت باسم "الشبيحة" في جميع المحافظات ومنها محافظة السويداء.
وعمد نظام الأسد لخلق مناخ لوضع أبناء السويداء في مواجهة بعضهم البعض، عبر تجنيد سجناء سابقين بجرائم تجارة الحشيش، المخدرات، والسرقة، فاستشعر سكان المحافظة سعي النظام لاشتعال "حرب عائلية"، ليضع أبناء المنطقة في مواجهة بعضهم البعض.
ومع استمرار الثورة عمل النظام على تشكيل مجموعات أكثر تنظيماً وتسليحاً، فظهرت مليشيا تعرف بــ "جماعة نزيه جربوع"، الذي اختاره نظام الأسد لكونه أحد الرموز المحسوبة على الفئة الدينية، بغرض استمالة أكبر عدد من الشبان، لزجهم في المعارك ضد الشعب السوري الثائر.
"وسيم" أحد نشطاء السويداء، قال لــ "بلدي": تنتشر حواجز مسلحي الجربوع في مختلف أنحاء المحافظة، ويحصلون على رواتبهم مما يسلبونه من الناس البسطاء أو من التجار على الحواجز، حيث تصل أحيانا مصادراتهم وسرقاتهم اليومية لأكثر من نصف مليون ليرة في اليوم الواحد، ناهيك عن الخضار والفواكه التي يسلبونها من الناس في المنطقة الغربية المتاخمة لمحافظة درعا.
ظهور مليشيا الدفاع الوطني
تحولت مجموعات الشبيحة في قسمها الأكبر، إلى مليشيا تحمل اسم "قوات الدفاع الوطني"، المسلحة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة، حيث بدأت تنتشر حواجزهم في العديد من القرى والبلدات في ريف محافظة السويداء، حيث خصصت لهم رواتب تصل إلى 15000 ليرة لمن يقف على الحواجز داخل السويداء، ونحو 30000 ليرة سورية، لمن يقاتل خارجها، قبل أن يعجز مؤخراً النظام عن دفع رواتب هؤلاء، ما يهدد الكثير من هذه المليشيات بالانهيار.
عناصر الشبيحة، بمختلف مسمياتهم، باتوا يعتمدون على ما يسلبونه من الناس لقاء السماح لهم بالمرور من الحواجز التي ينصبونها على الطرقات، ليحصلوا على رواتبهم، فيما سجلت الكثير من حالات القتل لأشخاص رفضوا التوقف على حواجز هؤلاء من أبناء السويداء، وفقاً للناشط.
غير ذلك بات أهل السويداء يطلقون تسميات معينة على كل حاجز، وذلك تبعاً لما يسرقه عناصر الحاجز، أو ما يشتهرون بسرقته، فبعض الحواجز أصبحت تسمى "حاجز الخضرة"، نسبة لسرقتهم الخضار من المدنيين والمتاجرين بها، أو "حاجز الفواكه"، و"حاجز الدخان".
مسلحو الأحزاب والتنظيمات
ظهرت مليشيات جديدة تابعة لأحزاب وتنظيمات، كميليشيات "كتائب البعث والقومي السوري وجنود جمعية البستان"، التي يطلق يدها النظام لتعتقل اي شخص "مطلوب" لنظام الأسد، وبدأت بنشر حواجزها في مختلف أنحاء محافظة السويداء.
ويخضع المجندون في ميليشيا "كتائب البعث" لدورات تدريبية في ثكنة "سد العين"، ويتم تسليم كل عنصر بارودة روسية ومخزنين من الذخيرة، وينتسب لها بعض الشباب في السويداء نتيجة إغراءات المال والسلاح والتسلط.
ويرى سكان السويداء، أن النظام من خلال تفريخ هذا العدد من المليشيات، يرمي إلى ضرب أبناء المحافظة بعضهم ببعض، وسط غياب أي دور لعقلاء ووجهاء السويداء، للحد من الصلاحيات المطلقة الممنوحة لعناصر هذه الميليشيات، والتي قد تتسبب بحرب أهلية لن ترحم أحدا في حال بدأت.