بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
كشف تقرير نشره موقع "اقتصاد" المعارض، أنّ النظام استخدم ورقة الضغط على رجال اﻷعمال الموالين، من أجل إنعاش الليرة أمام الدوﻻر.
وأفاد الموقع نقلاً عن مصدره الخاص، أنّ مجموعة من رجال الأعمال، يفوق عددهم الثلاثين، جمعوا مبلغ أكثر من 2 مليار دولار، وقدموه للمصرف المركزي؛ ما أسهم فوراً في ارتفاع الليرة السورية أمام الدولار.
تخوين مواليه
ونقل الموقع المعارض أن تهماً جاهزةً كان النظام بدأ التحضير لها، من جملتها؛ "تهريب أموالهم والدولارات إلى لبنان، بالتواطؤ مع المصرف المركزي اللبناني، وهو ما أدى إلى سحب كميات كبيرة من الدولار من الأسواق السورية، وتسبب بانهيار الليرة"
ابتزاز معلن
والمتتبع لما نشر عبر المواقع الموالية، لاسيما في الفترة اﻷخيرة، يلمح نبرة تهديد واتهام صريح لرجال أعمال دون تسميتهم، وصف بعضهم بالتقصير في ملف "معرض دمشق الدولي".
إضافةً لغيرها من التوصيفات التي من جملتها التلاعب برغيف الخبز والليرة في بعض اﻷحيان.
الرسالة وصلت
من الطبيعي أن رجال اﻷعمال والتجار فهموا "الوعيد" ووصلتهم الرسالة واضحةً (التآمر)، ما يعني تخييرهم بين "السجن" أو "السداد"
مجبرٌ لا بطل
ولفت التقرير الذي نشره موقع "اقتصاد" المعارض إلى أنّ؛ وسيم القطان، رئيس غرفة تجارة ريف دمشق، طالب التجار، بوقف جنون الدولار، بأي طريقة.
وكشف التقرير أنّ القطان بحسب التسريبات، أجبر على دفع 100 مليون دولار، مما نهبه من الشعب السوري، حسب التقرير ذاته.
ضرب اﻵدمي
ومع غياب أساسيات العمل اﻻقتصادي، وتضخم "اﻷنا اﻷمني" لدى النظام، بات استخدام أسلوب التهديد خياراً ناجعاً حتى في الحالات الاقتصادية.
وسبق أنّ طالبت صحيفة "البعث" الرسمية والمتحدثة باسم النظام، باستخدام العصا والقوة، وإعدام المضاربين في السوق، وهو ذاته ما تبنته مواقع موالية أخرى.
وبررت الصحيفة في مقالةٍ لها المطالبة السابقة بالقول؛ ""قد تضطر الدولة في حالة الحرب أن تضرب الآدمي من أجل أن يتربى الأزعر".
حقائق صادمة
وليس سرا القول بفشل المنظومة المقربة من النظام في التعاطي مع "اﻷزمات"، فقد بدا أن خيار القوة والترهيب ناجعاً في مجاﻻتٍ شتى، والتجربة اﻷخيرة انتهت إلى "إنعاش الليرة سريرياً" ولو بشكلٍ مؤقت، وهي تستحق التجربة، وفق عقليةٍ أمنيةٍ بحتة، أثمرت "قتل وتشريد الملايين من المعارضين للأسد، ومازال على رأس عرشه".
الرجل الحديدي
ويشار في السياق؛ أنّ معظم المسؤولين في النظام، تماهوا مع "الفكرة اﻷمنية"، وارتدى بعضهم عباءة "الرجل الحديدي"، والمتتبع لتصريحاتهم يجد القاسم المشترك فيها عبارة؛ "على الحكومة الضرب بيدٍ من حديد".
ولعل أبرز وزراء النظام الذين نادوا بتلك الطريقة، وزير التموين، عاطف النداف، واﻷبرز وزير المالية، مأمون حمدان، الذي نعته البعض بـ"الجحش القبرصي" بسبب بلادته وندرته.
ورغم أنّ الليرة حققت مكاسبا أمام الدوﻻر في ظرف 3 أيام، إﻻ أنّ مفعول العصا الحديدة لم يدم، ولن يدوم؛ فالضربة التي تلاقاها التجار لن تمر مروراً كريماً، ويبدو أنّ السيطرة تتأرجح بين الطرفين اللذين امتهنوا اللعب بعيش "الموالين الصامتين".