بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
كان قد شاهد العالم برمته تهديدات مفتي النظام السوري "أحمد بدر الدين حسون" لأوروبا قاطبةً بتنفيذ عمليات إرهابية تطالهم في حال فكروا بمعاداة الأسد وحكومته، كما أن وزير خارجية النظام كان قد مسح أوروبا كاملة من على الخارطة واتجه نحو الصين.
ولكن ما الذي جرى اليوم، فها هي "التشيك" إحدى الدول الأوربية تعاقب الأسد ونظامه وتأخذ تهديداته على محمل الجد، فتقرر استقبال نائب وزير خارجية حكومة الأسد "فيصل المقداد" وثلة من مسؤولي الأسد رغم التهديدات العلنية الصريحة لهم ضد أوروبا، فهل هذه اللقاءات تعد في سبيل مواجهة الإرهاب والتطرف أم أنها تغض النظر عما تحدث به الأسد، وتقف بجانبه ضد ثورة الشعب السوري الذي ذاق أبشع أنواع الموت على يد من تستقبلهم أوروبا اليوم.
الخارجية التشيكية هي التي أعلنت عن زيارة مرتقبة يقوم بها نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إلى العاصمة براغ، اعتباراً من غد الأربعاء، وتستمر يومين، فيما انشغلت مواقع النظام وشاشاته بهذا الحدث البارز مهللة له ومعتبرة الزيارة هي بداية انكسار الطوق الأوروبي عن الأسد وبداية الانفراج معهم.
تعتبر هذه الزيارة، أول زيارة رسمية لمسؤول في النظام السوري على هذا المستوى، إلى عاصمة أوروبية منذ أكثر من خمس سنوات، لذا فهي تحمل الكثير من الدلائل، خاصة أنها جاءت عقب تجميد المفاوضات مع المعارضة السورية حول ضرورة تشكيل حكومة انتقالية لا مكان للأسد فيها، وعلى ما يبدو بأن الساسة الأوربيين وحكوماتهم ما زالوا يأملون في إعادة إنتاج الأسد ونظامه، وطي صفحة الثورة السورية في كتب التاريخ.
الموقع الرسمي لوزارة الخارجية التشيكية، قال: "المقداد يرافقه معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، سيلتقي خلال زيارته بعدد كبير من المسؤولين التشيك، ومنهم وزير الخارجية لوبومير زاأورالك، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية أندريج بابيس ووزير التجارة والصناعة يان ملاديك، كما سيلتقي برئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التشيكي كارل شفارزنبيرغ وممثلين عن غرف الصناعة والتجارة".
وأضافت الخارجية التشيكية "زيارة المقداد تأتي استكمالاً للمشاورات التي كان أطلقها نائب وزير الخارجية التشيكي مارتين تلابا في تشرين الثاني من العام الماضي في دمشق".
فيما بدا ظاهراً بأن الأوضاع في سورية تتجه لعدم الرغبة الحقيقية في مساعدة الشعب السوري على نيل حريته وكرامته، ومقاضاة النظام الحاكم على قتل مئات آلاف المدنيين السوريين الأبرياء وتهجير الملايين منهم، وفقدان عشرات آلاف السوريين في سجونه. سياسية على ما تبدو لا يروق لها سوى المصالح دون الاكتراث لأوضاع المدنيين الذين فاقت معاناتهم كل الأوصاف.