بلدي نيوز
حذرت "هيئة القانونيين السوريين" في مذكرة خاصة بجرائم الحرب التي ارتكبتها وما تزال روسيا وقوات النظام وإيران في ريف حماة وإدلب وما حولها؛ من القضاء على نحو مليوني شجرة جراء الحملة التي ينفذها عناصر النظام بحق الثروة الزراعية ما ينذر بوقوع كارثة اقتصادية.
وتحدثت مذكرة القانونيين التي وجهتها للأمم المتحدة عن قيام قوات الأسد وشبيحته بقطع آلاف الأشجار في ريف حماه (كفرزيتا و اللطامنة خاصة)، بعد تهجير سكانها المدنيين وقتل الآلاف منهم وتدمير البنى التحتية والمشافي، جراء الحملة الإجرامية التي شنتها الطائرات الروسية دعماً للأسد وإيران على ريف حماه وإدلب وما حولها.
وأشارت المذكرة إلى أن الهجمة الروسية الأخيرة على ريف حماه الشمالي وإدلب، جاءت لتهجر ما تبقى من أهالي المنطقة باتجاه الحدود السورية التركية، تاركين ورائهم أموالهم وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية و آبارهم الارتوازية للنجاة بأرواحهم من بطش الطائرات الروسية والبراميل المتفجرة التي كانت تلقيها الطائرات المروحية.
ولفتت إلى أن روسيا لم تكتف بقتل المدنيين وتهجيرهم بل سمحت لقوات النظام والشبيحة بارتكاب جريمة حرب تضاف لسجلات جرائمهم، وتنذر بكارثة إنسانية واقتصادية وطبيعية في كل من مدينتي كفرزيتا واللطامنة في ريف حماة الشمالي، وريف إدلب الجنوبي وما حولهما.
وقالت إن مجموعات الشبيحة تقوم بقطع الأشجار المثمرة بواسطة مناشير آلية، لافتة إلى أن هذه الأشجار من الزيتون والفستق الحلبي هي مصادر رزق أهالي المنطقة، ويقدّر عدد أشجار الزيتون والفستق الحلبي المهددة بالقطع بحوالي مليوني شجرة، متوسط عمر الشجرة 75 سنة.
ووفق المذكرة؛ تقوم هذه المليشيات مع عناصر النظام بنزع ونهب معدات الآبار الارتوازية المعدة لسقاية هذه الأراضي، والتي يبلغ عدد الآبار الإجمالي "880"، مؤكدة أن هذه الجريمة تهدد مستقبل المنطقة اقتصادياً وطبيعياً وتعتبر جريمة بحق الطبيعة، بالإضافة كونها جريمة حرب وفق نظام روما الأساسي واتفاقيات جنيف.
وطالبت هيئة القانونيين السوريين بالتدخل الفوري لوقف هذه الجريمة، وإلزام القوات الروسية باحترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وعدم سماحهم لنظام الأسد وشبيحته بالاستمرار بقطع الأشجار المثمرة في ريف حماة.
وأشارت إلى ضرورة "محاسبة الفاعلين وتقديمهم إلى العدالة الدولية، باعتبار أن أفعالهم تشكل جريمة حرب والتدخل الفوري لوقف جرائم روسيا والنظام وإيران وحملتهم الإجرامية بحق السوريين في الشمال السوري بحجة تنفيذ اتفاق "أستانا" و"سوتشي"، والتي لم نلمس من آثارهما سوى القتل والتدمير والتهجير".