بلدي نيوز - (خاص)
يواصل إعلام النظام الرسمي والرديف، بشكلٍ شبه يومي، العزف على وتر "الفساد"، وﻻ يكاد يخلو منشور، من تصوير ظواهر ضمن مؤسسات القطاع العام إﻻ ويحوي ملفاً أو قضية تتطرق إلى الموضوع.
تخفيف الفساد!
ورغم وحدةِ المواقف بين وسائل اﻹعلام، إﻻ أنّ ثمة تقارير إعلامية موالية باتت تطالب بالحد اﻷدنى الذي يطالب به الشارع، وتروج إلى فكرةٍ مفادها "التخفيف من الفساد"؛ بحجة عدم إمكانية القضاء عليها.
ويشير تقرير نشرته صحيفة "تشرين" الرسمية الموالية، إلى هذا التوجه مؤخراً، مستندةً إلى كلامٍ للباحث اﻻقتصادي "عمار يوسف"، الذي اعتبر أن "التخفيف من الفساد"، يؤدي لخلق موردٍ هامٍ لزيادة الرواتب والأجور؛ مختزﻻً اﻷزمة التي يعانيها النظام والشارع بملف "الرواتب".
استعصاء
وتفترض معظم التقارير التي نشرت على اﻷقل خلال اﻷشهر القليلة الفائتة أنّ "الفساد مستعصٍ"، رغم "المحاوﻻت"، دون المساس فعلياً بجوهر القضية وأسها، رأس النظام، الذي سمح ووقع ونصّب "الفاسدين"، ويبقى بعيداً عن الشبهة وخارج "الضوء".
والمتتبع لتفاصيل التقارير اليومية التي تبثها مواقع اﻹعلام الموالي، ﻻ يكاد يجد اختلافاً في حدّة الطرح، وجلد "حكومة النظام"، ضمن مشهدٍ درامي، أشبه ما يكون بسلسلة "بقعة ضوء"، وكأنّ المواطن بحاجة إلى فاصل ترفيهي، وتفريغ أو "تنفيس" وفق العرف السائد، لدى المعارضين، في توصيفهم المشهد.
وبعد سلسلة قصف جبهة حكومة النظام اليومية، تخرج تقارير تؤكد عدم إمكانية اﻹطاحة بها، وإنما تعديلها، وهذا ما يعطي انطباعاً ومؤشراً داخلياً يبثه النظام تفيد أنه؛ "ليس باﻹمكان أفضل مما كان".
صامتون إلى اﻷبد
بالمقابل؛ يبدو المشهد على اﻷرض أكثر مدعاةً للاستهجان؛ فأمام واقعة "تخفيف الفساد بدل مكافحته، والتعليق على شماعة اﻻستعصاء، والرضوخ لفكرة ليس باﻹمكان"، يتجه الشارع إلى تبني الفكرة القائلة "صامتون إلى اﻷبد".