صفعة جديدة لروسيا.. الصيد الأول من نوعه في سوريا - It's Over 9000!

صفعة جديدة لروسيا.. الصيد الأول من نوعه في سوريا

بلدي نيوز - راني جابر (محلل عسكري)
يبدو أن الحرب السورية ستترك بصمتها بعمق على الصناعة العسكرية الروسية؛ فروسيا التي دخلت الحرب بحذر شديد مخفضة قدراتها البرية في الخطوط الأولى للحد الأدنى، ومعتمدة على الكثافة النارية الجوية والمدفعية لتجنب الخسائر، تواجه إحراجاً كبيراً للمرة الثانية على التوالي خلال شهرين.
فبعد إعطاب دبابة T-90 بصاروخ تاو في ريف حلب، وما تسببت به هذه الحادثة من إهانة كبيرة للروس -الذين حاولوا التقليل من أهمية الموضوع ونشروا صوراً للدبابة التي ادعوا أنها أصيبت ولم تتأثر بعد أن أخفوا مكان الإصابة باختيار زاوية تصوير بعيدة لا تظهر موقع إصابة الصاروخ للدبابة، (ما يؤكد فكرة اختراق الصاروخ لدرع الدبابة).
لتتبعها اليوم كارثة إسقاط إحدى أحدث مروحياتهم القتالية MI-28N التي لم تدخل الخدمة في سوريا سوى منذ فترة قصيرة وخلال معركة تدمر تحديداً.
المروحية التي أسقطت تعد ذروة التكنولوجيا في الحوامات الروسية، وقد جرد الروس حملة دعائية كبيرة للترويج لهذه الحوامة، مستفيدين من المشاهد الدعائية لمعركة تدمر تحديداً، التي اهتموا بنشر صور وفيديوهات حواماتهم وهي تطلق صواريخها وتدمر العربات والسيارات في الصحراء المكشوفة.
الصفعة الثانية التي تعرضت روسيا لها بإسقاط حوامة MI-28 تفوق بأشواط صفعة إعطاب دبابة T-90، التي حاولت روسيا بشكل كبير التغطية عليها بالادعاء أن الدبابة لم تتعرض سوى لضرر بسيط في وحدة التشويش على الصواريخ الموجهة شتورا، أما سقوط الحوامة فيبدو أن روسيا أجبرت على الاعتراف به.
فسقوط الحوامة ومقتل الطيارين يعني أنها تعرضت للتدمير بعنف، ويعزز فرضية إصابتها بنيران المضادات الأرضية، فلو كان مجرد خلل فني لتمكن الطيار من الهبوط بالمروحية، خصوصاً أنها تحلق عادة على ارتفاعات منخفضة خلال عملياتها في سوريا.
ويعتبر إسقاط هذه المروحية صفعة كبيرة لروسيا، فالروس يواجهون منافسة شديدة مع الغرب في مجال أسواق السلاح التي خسر فيها الروس الكثير من المواقع لحساب دول أخرى مثل أميركا وحتى الصين.
فبسبب عدم وجود سجل قتالي ناجح لمعظم الأسلحة الروسية الحديثة (بعكس الأسلحة الغربية) فما تزال روسيا تعاني لترويج أسلحتها "الحديثة" التي لم تدخلها بأعداد كبيرة في جيشها، وإسقاط هذه الطائرة بهذا الشكل يزيد صعوبة ترويج حوامة فشلت خلال التجربة الأولى لها،
فالروس أمام خيارين صعبين، الأول الاعتراف بإسقاط الطائرة بنيران المضادات الأرضية وفيه اعتراف بضعف الطائرة، أو القول أنها سقطت بعطل فني ما يسيء لسمعة الطائرة التي تعطلت بعد عدد محدود من ساعات التشغيل (وهو ما فعله الروس).
روسيا التي تروج لحواماتها الحديثة ما زالت تعتمد على أسلحة قديمة مقارنة بما تستعرضه في سوريا، وأكبر مثال هو مروحيات MI24 التي حاربت في أفغانستان وظهرت جنبناً لجنب مع مروحيات MI28 في سوريا، عدا عن امتلاك روسيا 400 دبابة T-90 فقط في الخدمة مقارنة بآلاف الدبابات من نماذج مختلفة لدبابة T-72 بأجيالها.
فقسم كبير من الأسلحة الروسية التي دخلت الخدمة بعد العام 2000 لم يدخل التجربة العملية إلا في الحرب السورية، ويبدو أن الأسلحة الأعلى تكنولوجيا التي تراهن عليها روسيا تتعرض لضربات وإخفاقات غير متوقعة.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//