بلدي نيوز - حمص (محمد الحميد)
دقّت الهيئات المدنية الإغاثية العاملة في حي الوعر ناقوس الخطر، محذرة من كارثة إنسانية توشك أن تقع في الحي جراء الحصار المفروض من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية على أكثر من 12 ألف مدني.
وتمنع قوات النظام والميليشيات الإيرانية إدخال المواد الغذائية والخبز والطحين وأي مواد أخرى للحي، ويشمل المنع المواد التجارية والمواد التي تدخلها المنظمات الدولية، فارضة حصارا خانقا على أهالي الوعر، في محاولة منها لإجبار الأهالي على القبول بشروطها المتمثلة بالخروج من الحي أي "تهجير السكان"، والتنازل عن بند المعتقلين.
فمادة الخبز -التي تعتبر أهم عناصر وجبات الطعام- قطعها النظام وميليشياته عن الحي منذ شهر- وتدخل الأزمة شهرها الثاني، ومخزونات الطحين والحبوب التي يمكن صناعة الخبز منها تكاد تنفد، حيث يقوم الأهالي بتحضير الخبز في المنازل مما تسبب باستهلاك كميات الطحين التي أدخلتها المنظمات الدولية.
وأكدت لجنة التفاوض وعدة جمعيات خيرية عاملة وناشطون في الحي على نقل الصورة كاملة للمنظمات الدولية، وتم إبلاغ مكتب المبعوث الدولي الخاص لسوريا بكل التفاصيل مع الرد باستلامهم التفاصيل، وردوا بوعود يسميها أهالي الحي "وعودا تخديرية لا تنفذ".
وكانت السيدة خولة مطر رئيسة المكتب السياسي للمبعوث الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي مستورا زارت الحي بعد عودة الحصار، ووعدت بفك الحصار وتخفيف المعاناة، ولكن لم يحدث مما وعدت شيء.
وكانت قوات النظام ومن يرافقها من ميليشيات طائفية، جددت حصارها على حي الوعر في مدينة حمص، عبر إغلاق معبر دوار المهندسين أمام حركة المدنيين، بعد نحو شهرين على فتحه في إطار اتفاق "هدنة" وقعها النظام مع فصائل المعارضة الثورية -التي تسيطر على الحيّ منذ أكثر من ثلاث سنوات- برعاية الأمم المتحدة.
يشار إلى أن حي الوعر، وهو آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص وسط سورية، يشهد حصاراً مطبقاً تفرضه قوات النظام والمليشيات الموالية لها، ويعيش أهالي الحي ظروفاً إنسانية صعبة جدا، جراء نقص المواد الغذائية والفقر المدقع، في ظل انتشار البطالة بشكل كبير بين الأهالي.