بلدي نيوز – (خاص)
تشكل سيطرة فصائل المعارضة على قرية الحماميات أهمية كبرى من الناحية العسكرية، بالنظر إلى موقعهما الاستراتيجي المرتفع، إضافة للقوة العسكرية التي وضعت فيهما لحماية القواعد العسكرية للنظام وروسيا وميليشيات إيران بريف حماة الشمالي.
قرية الحماميات تقع إلى الغرب من مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، تتبع لناحية كفرزيتا وتبعد عنها ما يقارب ٥ كم، وسيطر عليها نظام الأسد منذ نهاية عام ٢٠١١، وحاولت فصائل المعارضة والجيش الحر عدة مرات السيطرة على القرية، إلا أن جميع محاولات تثبيت نقاط رباط بعد التحرير باءت بالفشل لتعنت النظام وتمسكه بالقرية واستخدام القوة المفرطة بغية استعادتها بالنظر إلى أهميتها.
أهمية القرية تأتي من كونها تشرف على عدة مواقع عسكرية شيدها نظام الأسد في ريف حماة الشمالي، ووضع كل ثقله العسكري فيها كقواعد "بريديج والشيخ حديد والمغير" والتي تعتبر من أضخم معسكرات النظام في ريف حماة الشمالي وتبعد عن الحماميات بضعة كيلو مترات.
وبسيطرة فصائل "غرفة عمليات الفتح المبين"، أمس الأربعاء، أصبحت مواقع قوات النظام في "بريديج والمغير وكرناز والشيخ حديد" تحت مرمى فصائل المعارضة، فضلا عن كسر أعتى خطوط الدفاع التي تمسكت بها قوات النظام وحصنتها خلال الأعوام الماضية.
يقول الملازم أول "أبو المجد الحمصي" القيادي العسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير"، لبلدي نيوز "اتبعنا في غرفة عمليات الفتح المبين تكتيكات جديدة في معركة تحرير الحماميات وتلة الحماميات ذات التحصين العالي، وقمنا خلال الأيام الـ10 الماضية باستهداف مفاصل ونقاط القوة في تل الحماميات بالصواريخ الموجهة وصواريخ المدفعية والصاروخية، ما تسبب بإنهاك قوات النظام المتحصنة في الموقع، وتمكنا من تحقيق خرق في مواقع التحصين ما سهل للقوات المقتحمة من الثبات فيها وتمشيطها وقتل ما يزيد عن أربعين عنصرا من ميليشيات النظام وتدمير دبابة واغتنام أخرى بالإضافة لاغتنام عربة شيلكا والعديد من الأسلحة والذخائر".
ويضيف "الحمصي" أن أهمية التلة الاستراتيجية كونها رأس حربة النظام للدفاع عن مواقعه العسكرية وتأمين خطوط إمداده إليها، والسيطرة عليها وتحريرها لها ما بعدها من فوائد عسكرية لا يمكن الإشارة إليها بالوقت الحالي، مؤكدا على ترتيبات جديدة للفتح المبين لن يتوقعها نظام الأسد وروسيا، حسب قوله.
وأردف الحمصي، "حاولت ميليشيات النظام وروسيا استعادة القرية والتلة منذ الليلة الماضية ولازالت تحاول حتى اللحظة بالتزامن مع قصف جوي وبري عنيف، إلا أن فصائل الفتح المبين تصدت لكل المحاولات وأحرزت تقدما في نقاط رديفة للقرية".
من جانب آخر، أفصح أحد القادة العسكريين في "تحرير الشام" لبلدي نيوز عن كيفية السيطرة على الحماميات، وذكر أن العملية لم تقتصر على الساعات الأخيرة، وإنما السيطرة الأخيرة كانت ثمرة تخطيط وعمل متواصل استمر لأكثر من عشرة أيام، إلا أن اللحظات الأخيرة كانت مفصلية حيث تقدمت قوات الاقتحام عصر أمس الأربعاء وأحدثت خرق في خاصرة التل الشرقية مستخدمة السلالم للصعود إلى التل الذي جرفه نظام الأسد، وحصر مدخله من الجهة الجنوبية الغربية للتل فقط.
وأضاف العسكري "وبعد إنهاء التثبيت في القطاع الشرقي للتل قمنا بزج مجموعات اقتحامية وإسناد وتمشيط ظهر التل وقتل كل الموجودين فيه، والسيطرة على مدخله الأساسي وتحريره بالكامل بالإضافة إلى المتابعة لتحرير عدة نقاط إسناد شمال وغرب التل".
وعن سبب عصيان تلة الحماميات بالرغم من عشرات المحاولات للسيطرة عليها، قال القيادي إن "نظام الأسد يعي أهمية القرية والتل لذلك قام بتحصينها بشكل كبير، وإنشاء خنادق وهنكارات ونقاط رصد في عمق التل، بالإضافة إلى تجريف محيطه وحصر مدخله بطريق ترابي مكشوف على نقاط حماية غربه وجنوبه، ما أفشل معظم المحاولات السابقة وتحول إلى أسطورة للنظام تغنى فيها، إلا أنها اليوم اندثرت تحت سلاح إرادة الفصائل"، بحسب تعبيره.