بلدي نيوز - (خاص)
قالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أنّ قرابة 425 عائلة من أهالي مدينة القصير في ريف حمص الغربي، عادوا إلى مدينتهم بعد أكثر من سبع سنوات على نزوحهم عنها.
وتعتبر مدينة القصير أولى المناطق السورية التي أًخليتْ من سكانها تحت وطأة القوة، والتي باتت اليوم "مرتعا" لميليشيا "حزب الله" اللبناني الذي يعمل على مسح الذاكرة وتغيير ديموغرافية المنطقة بشكل جذري.
ويقدر عدد سكان منطقة القصير قبيل العملية العسكرية التي شنها النظام وميليشيا حزب الله الممولة من إيران صيف عام 2013 حوالي 120 ألف نسمة، نزح منهم ما يقارب 80 ألفاً حينها.
ووفق منظمات حقوقية؛ فإن نزوح أهالي القصير الأول، كان في شهر حزيران عام 2013 إلى منطقة حسياء وجندر، إذ بلغ عددهم هناك 10 آلاف نازح تقريباً، فيما نزح إلى قارة نحو 15 ألفا، و3 آلاف مدني إلى دير عطية، وهجر إلى النبك 5 آلاف مدني، إضافة إلى 12 ألفاً أقاموا في يبرود، أما عرسال اللبنانية فكان نصيبها حوالي 20 ألف مدني، وتشتت الباقون في مناطق متفرقة.
مسرحية الكذب
ويدندن النظام السوري على وتر إعادة النازحين واللاجئين إلى "حضن اﻷسد"، متغنيا بملف اقتراب موعد "إعادة اﻹعمار"، في حين يتخوف الشبان من وعوده الكاذبة، نتيجة تجارب سابقة في ملف التسويات.
ولم ينفِ الناشط اﻹعلامي "سمير خالد" من أبناء مدينة حمص، عودة تلك الدفعة من اﻷهالي إلى القصير، وبيّن أن العائدين من المقربين للنظام، مؤكدا أنهم عائلات لمقاتلين في صفوف قواته.
وأضاف الناشط؛ "إن أبناء تلك العائلات وبالمجمل من دخلوا غير مطلوبين للأجهزة اﻷمنية التابعة للنظام، فضلا عن كونهم موالين، وأبنائهم يقاتلون إلى جانب قوات الأسد، ما يعني أن عودتهم منطقية، ويفترض أن تكون قبل هذا الوقت".
لماذا القصير؟
يقول الناشط محمد سباعي من حمص، إن منطقة القصير على وجه الخصوص تختلف عن باقي المناطق السورية، فهناك أسباب مذهبية تمنع عودتهم، فبلدة البرهانية مثلاً ذات الغالبية السنّية وهي أكبر بلدات القصير المتاخمة لبدة زيتا ذات الغالبية الشيعية، من المستحيل أن يسمح لهم حزب الله والنظام بالعودة، خصوصاً أنهم ضد النظام، وأن معظم ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية باتت بيد اللبنانيين الهاربين من لبنان والذين استقرّوا في مناطق القصير، وهم يستثمرون هذه الأراضي التي تُعدّ خصبة ويسكنون في منازل أصحابها.
وراء الستار
يبدو أنّ النظام يحاول عبر ماكينته اﻹعلامية تسليط الضوء بطريقة مختلفة على ملف المهجّرين، ﻹظهار نفسه "حضنا حنونا"، بينما تشهد الوقائع خلف الكواليس أنّ الوﻻء للأسد حكم بعودة بعض العائلات ونفى من يوصفون بـ"اﻹرهاب" فقط ﻷنهم "عارضوه"، وفق الناشط الحقوقي، ملهم الشعراني.
ويؤكد الناشط اﻹعلامي "سمير خالد" أيضا أنّ القصير منطقة بحكم المحسوبة على حزب الله، وهذه إشارة واضحة مثل لافتة، "يمنع اﻻقتراب".
وتبعد القصير حوالي 10 كيلو مترات عن الحدود اللبنانية؛ ما جعلها منطقة أمنية بالنسبة لحزب الله اللبناني، ولا يدخلها إلا من يحمل إذنا خاصا.
ويؤكد تقرير لوكالة رويترز أنّ 90% من سكان القصير مازالو مهجرين.
وبحسب التقرير ذاته، تقول مصادر في أجهزة مخابرات غربية أنّ؛ "المنطقة جزءا في حزام من الأراضي في سوريا يتمتع فيه حزب الله بنفوذ قوي بما في ذلك السيطرة على حركة الناس".
يشار إلى أنّ العملية العسكرية التي قادها حزب الله اللبناني عام 2013 على مدينة القصير، أدت حينها لمقتل مئات المدنيين وتهجير الآلاف مشياً على الأقدام إلى مناطق القلمون الغربي والأراضي اللبنانية، والتي تحولت مع مرور الأيام لطريق إمداد رئيسي لميليشيا حزب الله اللبناني داخل سوريا، اﻷمر الذي جعل مدينة القصير مستهدفة من إسرائيل التي عادة ما تشن ضربات جوية داخل سوريا ضد القوات المدعومة من إيران، وكانت آخر ضربة بتاريخ 25 أيار /مايو 2018.