بلدي نيوز - (ليلى حامد)
يواجه أصحاب المداجن عوائق وصعوباتٍ كبيرة في الشمال السوري المحرر، ومعظم ما يتم تداوله مؤخراً على ألسنتهم؛ "منافسة المستوردات التركية"، وبشكلٍ خاص البيض.
وتراجع سعر البيض المنتج محلياً في أسواق إدلب وريفها بشكلٍ ملحوظ؛ ما يعني خسائر بالنسبة ﻷصحاب المداجن، ﻻ يمكن تغطيتها بسهولة، حيث يصل سعر صحن البيض ما بين 600 إلى 700 ل.س حسب وزنه وحجمه.
وأدى دخول خمس شاحنات من البيض التركي إلى إدلب، لانخفاض سعر الطبق الواحد 200 ل.س، في وقت كان وصل فيه ما بين 900 إلى 1000 ل.س، وعدد 30 بيضة.
خالد الموسى، صاحب مدجنة لإنتاج البيض، تتسع لثلاثة آلاف طير من النوع البيّاض، يؤكد لبلدي نيوز؛ تعرضه للخسارة يومياً والتي تصل أسبوعياً إلى 100 دولار".
وبحسب الموسى، ثمة جملة من العوامل التي أدت إلى الخسارة، فهو يشير إلى غلاء العلف؛ حيث يصل سعر كيس العلف الواحد إلى 1500 ل.س، إضافةً لغلاء صهريج الماء الذي يصل إلى 2500 ل.س، ويؤكد أنّ الطيور تستهلك صهريج ماء أسبوعياً.
إﻻ أنّ الموسى كغيره من أرباب هذه المهنة يعزون السبب اﻷساسي في خسارتهم وانخفاض أسعار البيض إلى ما دون سعر التكلفة، كنتيجة حتمية لمنافسة البيض المستورد من تركيا.
في حين يقول "فهد عبدالله" طالب في كلية اﻻقتصاد، أن هناك غياب للسياسة والرؤية الواضحة في إدلب لهذا السوق، وكذلك غياب الخطط الاستراتيجية التي تحد من خسارة المربين.
ويعتبر الموسى أن اعتماد غالبية السكان المحليين في أرياف مدينة إدلب على البيض البلدي، أسهم هو اﻵخر في خسارة أصحاب المداجن.
وﻻ يكاد يخلو بيت في اﻷرياف من تربية الدجاج البلدي، ما يعني نوع من تحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالتالي؛ غياب الأسواق المستهلكة.
ومع اﻻرتفاع الملحوظ في الأيام القليلة الفائتة بأسعار صحن البيض، إﻻ أنّ التجار لا يعولون كثيراً على تعويض خسائرهم، وبحسب، خالد الموسى؛ فإنّ هذا التحسن الطارئ لا يزيل آثار الخسائر المتراكمة خلال الفترة السابقة".
ووصل سعر صحن البيض، عدد 30 بيضة، إلى 1000 ل.س، في بعض المحال داخل إدلب وما حولها، ما يعني أن اﻷسعار بقيت متقلبة وغير ثابتة.
بدوره؛ يؤكد المهندس الزراعي، أبو أمجد اليماني، من سكان سهل الغاب، بأنّ السوق مفتوح للجميع، في إشارةٍ إلى الترحيب بالمستورد التركي، ولكن للأسف تغيب الاستراتيجية للقوى الفاعلة والمؤثرة في المنطقة؛ لاستيعاب الإنتاج المحلي وحسن التصريف والتصدير.
والملفت في هذا الملف وفق "فهد عبدالله"؛ "مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ، فخسارة أصحاب المداجن، أمر منطقي بسبب المستورد المنافس، بالمقابل، هذا المنافس حقق نوعاً من القبول لدى الناس، بسبب تأثيره اﻹيجابي على جيبوهم، نتيجة انخفاض اﻷسعار".
وبالمجمل؛ المكنة اﻻقتصادية في المحرر، تشهد وﻻدة جديدة، ويؤكد أبناؤها أنهم يستفيدون من التجارب التي تصقلهم، لكنهم يسألون؛ "متى تتحرك "المؤقتة واﻹنقاذ" وربما غيرها ﻹيجاد التوازن بحيث يخرج الجميع شاكراً؟".