بلدي نيوز - خاص (راني جابر)
سلمت جبهة النصرة لأحرار الشام الطيار الذي أسقطت طائرته سوخوي22 منذ يومين، بعد أن أثبتت حركة أحرار الشام أن الطائرة أسقطت بـ"صاروخ حراري" مضاد للطائرات، ليفتح هذا الاعتراف الباب على مصراعيه للكثير من التكهنات حول طبيعة ومصدر تلك الصواريخ والتوقيت الذي دخلت فيه إلى سوريا.
وقد كان النظام أول من أعلن عن إسقاط الطائرة بصاروخ مضاد للطائرات، وربط سقوط هذه الطائرة بسقوط طائرة ميغ 21 قبل حوالي شهر في ريف حماة، حيث سربت أخبار حينها أنها أسقطت بصاروخ مضاد للطائرات.
ومع عدم التصريح من أي طرف بنوع الصاروخ، يشير نص التعليق الذي نشرته جبهة النصرة لكونه "صاروخاً حرارياً. وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الصواريخ الحرارية بأنواعها في سوريا، فقد سجلت العديد من حالات إسقاط الطائرات بهذه الصواريخ وبخاصة الحوامة، حيث حصل الثوار على عدد من هذه الصواريخ بعدة طرق، أولها اغتنامها من جيش النظام، أوشراؤها أحياناً من عناصره، وفي حالات نادرة كدعم مقدم من دول أخرى لبعض الفصائل وبخاصة صواريخ FN-6 التي سجل إسقاط أكثر من طائرة بها.
وقد لوحظ انخفاض مستوى نشاط الطائرات الروسية منذ إعلان الانسحاب الروسي، وبخاصة المنطقة التي أسقطت الطائرة فيها، والتي خسر النظام خلالها مواقع مفتاحية منها تلة العيس، حيث لم يتلق جيشه دعماً جوياً من الطائرات الروسية خلال هجوم الثوار عليها، ما أدى لخسارة تلك المنطقة المهمة. ويربط البعض انخفاض الطلعات الجوية الروسية لمعرفة الروس بوصول أسلحة مضادة للطائرات للثوار، وبخاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي حول احتمالية تزويد الثوار بصواريخ مضادة للطائرات، والتي لا يعرف حقيقة وصولها من عدمه، ما يبرر سحب الروس لقسم من طائراتهم المتمركزة في سوريا، على الرغم من تجهيزها واستخدامها بطريقة تخفض احتمالية إصابتها بالصواريخ المضادة للطائرات، وبخاصة عند طيرانها لسقف ارتفاع يصل إلى 6 كم، كما حصل عندما أسقطت طائرة تركية طائرة روسية من طراز سوخوي 24، كانت محلقة على ارتفاع 6 كم تجنباً للصواريخ المحمولة على الكتف.
وبحكم شبه استحالة توريد منظومات دفاع جوية أكثر تطوراً للثوار حالياً، فإسقاط طائرة نفاثة بصاروخ محمول على الكتف يدل على مستوى تقني جيد للصاروخ ومستوى خبرة عالٍ للرامي. فهذه الصواريخ لديها الكثير من المحدوديات في عملها والتي أهمها المدى الشاقولي المحدود، والذي لا يتجاوز 3700 متر لمعظم الأنواع (بعض الأنواع لا يتجاوز 2500 متر)، ما يخفض من فاعليتها لحد كبير ويحددها في استهداف الطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض أو في حالة انقضاض.
خبر إسقاط الطائرة بصاروخ "حراري" يعتبر ضغطاً كبيراً على الأسد وحلفائه في حال حدث دعم حقيقي للثوار بالصواريخ المضادة للطائرات، صحيح إن الصواريخ المحمولة على الكتف لن تحل المشكلة بشكل جذري، لكنها تعتبر إضافة مفيدة لقدرات الثوار، تساعدهم في تحقيق مكاسب على الأرض وحماية المدنيين من غارات طائرات النظام، في حال وصلت بكميات كافية لتستخدم على نطاق واسع.