بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
رفع النظام سقف التوقعات الشعبية، لكنه لم يبذل جهدا لتلبيتها، بل ترك المواطنين يعيشون تحت سقف الموت على جبهات الشمال أو الهجرة خارج البلاد هربا من سياسته القمعية، الأمر الذي أدّى إلى تنامي حالة الاحتقان الشعبي جرّاء الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية فضلاً عن الانفلات الأمني.
معقل النظام وروسيا
تشهد محافظة اللاذقية حالة من الاحتقان الشعبي نتيجة تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، عقب حادثة القتل التي ارتكبها عنصر موالي النظام (شبيح) بحق صاحب مزرعة نحل وولده بسبب تعرض خطيبته للقرص من إحدى النحلات، وحادثة إقدام المجند "علي بشير طريقي" على شنق نفسه احتجاجاً على خدمته في جيش النظام منذ ثمان سنوات، في مطلع شهر حزيران / يونيو الفائت.
عصيان مدني
وفق مصادر مطلعة، طالب أحد مشايخ الطائفة العلوية قائد قاعدة "حميميم" الروسية في اللاذقية، بالتدخل لوقف حالة (التشبيح) العنيفة التي وصلت إليها المدينة، باعتباره من يملك الوصاية عليها وإلا سيضطر أبناء الطائفة لتأسيس قوات تحمي المدينة.
كما وأشارت المصادر أن مدنيين في اللاذقية حملوا النظام مسؤولية موت الشبان لرفضه إنهاء الخدمة الإلزامية للمجندين الذين يتعرضون لحالة خوف وأذى نفسي، على جبهات القتال.
وتدل حالة الاحتقان من قبل من يعتبرهم النظام حاضنته الشعبية على أن المنطقة تعيش على فوهة بركان لا يعلم النظام متى ينفجر.
تصاعد الأزمة
لم تفلح تحركات حكومة النظام لاحتواء الأزمة، إذ تأتي تلك الأحداث بالتزامن مع وصول جثث نحو 30 مجندا قتلوا في معارك الشمال من أبناء محافظة طرطوس، ومقتل ثلاثة ضباط بينهم عميدان وملازم أول في ظروف غامضة بطرطوس، ويدور الحديث عن تحفظ النظام عن مقتل عدد كبير من أبناء المحافظة وإصابة عدد أكبر في مواجهات إدلب وريف حماة، حيث رصدت مصادر مطلعة مقتل نحو 33 مجنداً من أبناء طرطوس من بينهم 11 ضابطاً دون أن يفصح النظام عنهم حتى الآن.
الكرسي لك والتابوت لأولادنا
يرى الناشط الحقوقي أحمد زلخة أن ما تشهده المدن الساحلية الخاضعة لسيطرة النظام ماهي إلا تتمة للحملة التي أطلقها ناشطون في محافظة طرطوس في الشهر الثامن من عام 2014، والتي حملت شعار "الكرسي لك والتابوت لأولادنا" والتي دعت لإيقاف القتل، والتي بدأت حينها في مدينة طرطوس، وامتدت إلى اللاذقية وجزيرة أرواد، عبر مناشير تحمل صورا وعبارات "الشارع بدو يعيش، عرس ابني بحياتو مو بموتو، يا شيالين التابوت بدنا نعيش بكفي موت" وغيرها.
منبر المستضعفين
مع نهاية عام 2018 ضجت مواقع التواصل بمنشورات غاضبة من قبل مواطنين ردا على نفي عدد من مسؤولي النظام وجود أزمات اقتصادية وأمنية في سوريا، إذ عبر عضو مجلس الشعب، موعد ناصر، عن غضبه بكلمة" تعبنا" ليرد عليه رئيس المجلس" وكّل الله"، التصريح الذي زاد من حدة غضب المواطنين واعتبروه الأكثر سخرية.
نستنتج مما سبق أن هذه الأحداث ليست الأولى في الشارع السوري بالساحل، لكن امتدادها إلى مناطق جديدة والتجاوب مع حملات تدعو لإيقاف استخدام الطائفة لحماية عائلة الأسد، قد يكون لها نتائج مؤثرة في الصراع على المستوى القريب، ليخسر الأسد بذلك الخزان البشري الأكبر لحملاته العسكرية.