بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
نشرت صحف محلية موالية للنظام، خلال اﻷيام القليلة الفائتة، مجموعةً من اﻷخبار، تصب بمعظمها، في إطار الحديث عن "سهر الحكومة من أجل راحة وخدمة المواطن".
وتشير ثلاثة تقارير نشرت تباعاً عبر مواقع مثل، "هاشتاغ سوريا"، "صاحبة الجلالة"، "الوطن"، إلى عنوان رئيس، مفاده، "ملاحقة بائعي الخبز الجوالين".
وجاء في أحد منشورات الصفحة الرسمية لـ"وزارة التجارة الداخلية" التابعة للنظام، على فيسبوك، أنّ مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، ضبطت في دمشق يوم أمس، سيارة محملة بألف ربطة خبز تمويني للاتجار به.
ودندنت معظم المواقع الموالية على هذا الوتر، مشيرةً في ختام كل تقرير إلى ملف مكافحة الفساد.
ويعتبر بعض الشباب وكبار السن في مناطق سيطرة النظام أن امتهان بيع "الخبز" حالة اضطرارية، أجبرتهم عليها الظروف، إمّا لفقد فرص العمل، أو غياب المعيل بالنسبة لكبار السن.
وينظر بعض النشطاء إلى ملاحقة "باعة الخبز الجوالين" على أنها زوبعة إعلامية، من طرف النظام، الهدف منها إسقاط الشارع واتهامه بالفساد، وفقاً للناشط اﻹعلامي، براء الشامي.
في حين يستثمر اﻹعلام الموالي مواقعه ومنصاته للحديث عن "عمل الحكومة في مكافحة الفساد"، وملاحقة المفسدين، مستغلاً مثل هذه الضبوطات العدلية، التي يقول عنها الناشط الحقوقي، ملهم الشعراني، أنها ملاحقة صغار المفسدين إن ثبت تورطهم، دون وجود رأس تقودهم، على حساب حيتان الفساد، مثل مخلوف ومن لف حوله".
ويلفت الشعراني إلى أنّ؛ "من يمتهن بيع الخبز، إمّا من الدراويش في عرفنا، أو ثمة من يقف خلفهم، بالشراكة مع بعض مدراء اﻷفران، ليتم بيع الربطة بسعر مضاعف، وهذا باب ليس فقط للاتجار وإنما سياسة رسخها النظام، طيلة فترة حصار بعض المناطق التي ثارت ضده، واستمرت كحالة عقاب وإلهاء الشارع برغيف الخبز وتحصيله".
وفي سياقٍ متصل؛ كشفت صحيفة الوطن الموالية، أنّ الضابطة التابعة للتموين، ألقت القبض على سيارة للاتجار بالخبز، وختمت التقرير بالقول؛ "حيث لاذ السائق بالهرب ومجريات التحقيق مستمرة لمعرفة مصدر مادة الخبز".
والملفت أنّ السائق تمكّن من الفرار من بين يدي الدورية التموينية ما يضع علامات استفهام، فضلاً عن كون إيقاف السيارة وحده، دليل سريع لمعرفة عائديتها ومالكها، وبالتالي، لم يخرج التقرير عن الصيغة الهوليودية، وكأننا أمام المحقق كونن (الفيلم الكرتوني) في بحثه عن الجاني، بحسب وصف الناشطة الحقوقية، هديل صالح.
ويشكو الشارع السوري في مناطق سيطرة النظام، من سوء ومذاق "رغيف الخبز"، اﻷمر الذي برره مدير عام الشركة العامة للمخابز، التابعة للنظام، جليل إبراهيم، بقوله أنّ؛ انخفاض الأجور، ساهم بعدم وجود عمالة مختصة في المخابز ولاسيما أن مخابز القطاع الخاص تستقطبهم برواتب مغرية، بحسب ما نقلت عنه، صحيفة "البعث" الرسمية.
لم يخفِ "إبراهيم" أنّ المخابز تعاني من قدم خطوط الإنتاج والتي تجاوز عمرها 15 سنة؛ لذلك تسعى الشركة لأتمتة ومكننة بعض خطوط الإنتاج.
ويعود تاريخ سوء تصنيع رغيف الخبز إلى ما قبل الحراك الثوري، وتجسد إحدى لوحات مسلسل "صح النوم" تلك المشكلة، في كلمة يقولها الممثل دريد لحام، (غوار الطوشة)، بعد أن يخرج له من الرغيف، مسمار وخيط، ويسميهم (ياسين بقوش) مستهزأ.
وشهد الرغيف تدهوراً آخر منذ بداية الثورة وعلى خلفية شراء النظام مادة الطحين من "إيران"، ووفق شهادة "س.ص"، موظفة في وزارة التموين، فقد افتقدت تلك النوعية إلى المواصفات والجودة المطلوبة.
بالمحصلة؛ يستثمر النظام إعلامه لبث رسالة مفادها أنه يحارب الفساد والعابثين بلقمة العيش "الرغيف"، وعلى جانبٍ آخر يسرح الحيتان الكبار ومحدثو النعمة طلقاء، دون رقيب أو حسيب وفق ما يجمع الموالون عليه قبل المعارضين للأسد، على وسائل التواصل اﻻجتماعي.