بلدي نيوز – إدلب (ليلى حامد)
لم تمنع حالة عدم اﻻستقرار التي تعيشها أرياف إدلب من قصفٍ وضيق العيش من إحياء مظاهر العيد، واستثماره في كسب بعض الرزق.
يقول "أبو أمجد"، من مهجري حمص لبلدي نيوز؛ "فكرة بيع البوشار (الذرة المحمصة)، إحدى أدوات إدخال السرور إلى اﻷطفال في العيد، وبابٌ للرزق يغطي بعض النفقات، وتهافت الصغار، حمل بذرة أملٍ في قلوبنا نحن الكبار".
وأردف؛ "لم أعمل مسبقاً بائعاً جوالاً، إﻻ أنّ الرزق في العيد يتضاعف نوعاً ما، وخيرٌ لي من الجلوس في المنزل".
أمّا "خالد" فقد اختار أن يجلس قرب إحدى اﻷراجيح، منادياً، "غزلة..غزلة" وهي عبارة عن كوب من السكر يصب فوق آلةٍ خاصة ليخرج كالشعر ملتفاً على عودٍ يمسكه، خالد، بيده، ويصبغه بلونٍ زهري.
يقول خالد؛ " في هذه المواسم يتضاعف البيع عن الحالة المعتادة، ففي الظهيرة باﻷيام العادية أبيع "الغزلة" في الحدائق وأحياناً قرب المدارس، التقط رزقي". حسب وصفه.
أرجوحة العيد
أما اﻷراجيح فقد انتشرت كطقسٍ من طقوسا لفرح والعيد، وﻻ يمكن أن يغيب، فهو يماثل وعد اﻵباء للأبناء، وإحدى ركائز هذه اﻷيام حسب ما يجمع اﻷهالي.
ووجد الكثير من الشباب فرصة في المشاركة بنصب اﻷراجيح في الساحات، وتقاسم ربحها، مع ما يؤكدون بأنه أحد أبواب إدخال السرور إلى اﻷطفال الذين تعبت قلوبهم من الحرب ومشاهد الموت، فضلاً عن كونها بابٌ للرزق.
محمد ووالده من مهجري حماة، تقاسما تكلفة نصب أرجوحةٍ نهاية رمضان، وتقاسما كذلك تناوب العمل عليها، طيلة أيام عيد الفطر المبارك.
يهز "محمد" بيمينه اﻷرجوحة، ويصرخ الأطفال عالياً، بضحكاتٍ تملأ المكان.
تعرفة الركوب على الطفل الواحد ٢٥ ل.س، ويعتقد أبو محمد أنها مناسبة مع الظروف، مردفاً بلهجته العامية؛ "كنا نطلع بربع ليرة على المراجيح، يعني 25 قرش".
وأضاف؛ تكلفة نصب اﻷرجوحة ونقلها إلى المكان وصلت إلى حدود 100 دوﻻر أمريكي، تقاسمتها مع ولدي، وأنا مسرورٌ بشراكته.
يجمع من التقاهم بلدي نيوز أنّ إدخال السرور إلى اﻷطفال بدا أكبر همهم، واعتبروا أنّ باب الرزق يتسع مع بسماتهم التي تعطينا شيئاً كبيراً من التفاؤل.
وتقول السيدة وداد مرشدة اجتماعية من ريف إدلب؛ "تحويل الفرح إلى ركنٍ في ساحات البلدات المحررة، شكل فرصةً للتأكيد أننا ماضون في ثورتنا".