بلدي نيوز- (تركي المصطفى)
خطفت المعارك الدائرة في "كفر نبودة" بريف حماة الشمالي، بين فصائل المعارضة المسلحة من جهة، والميليشيات الروسية وأحلافها من جهة أخرى، الأضواء من المشهد السوري وسط جدل كبير بين الأطراف الفاعلة محليا وإقليميا ودوليا، حول جدوى المعارك وأهميتها ونتائجها ومعضلات حسمها دون التطرق للدور العسكري الإيراني في كل ما يجري على أرض الواقع في هذه المواجهات.
الواقع أن المعارك في آخر مناطق خفض التصعيد وخاصة ريف حماة الشمالي، كانت متوقعة في إطار المعارك المؤجلة روسياً، لا سيما أن استراتيجية الروس تعمل على القضم التدريجي لمناطق خفض التصعيد، وبالأخص منطقة الطار في ريف حماة الشمالي والقريبة من القواعد العسكرية الروسية والإيرانية، وكذلك سهل الغاب الاستراتيجي المحاذي لمناطق الأقلية العلوية حاضنة المحتلين الروسي والإيراني، وهذه المناطق تشكل مصادر تهديد مباشرة لقوى الاحتلال حيث أفادت مصادر رسمية روسية على لسان الجنرال فيكتور كوبتشيشين، "سنقوم بالإجراءات اللازمة وهي اقتلاع الإرهاب من المناطق التي تهدد أمن جنودنا"، وقد جاء هذا التصريح بعد فشل المحادثات في غرفة التنسيق المشتركة في أنقرة أو عبر الخط الساخن بين وزارتي الدفاع، عقب اتفاق سوتشي الموقع بين الرئيسين بوتين وأردوغان في أيلول/ سبتمبر الماضي، ولأول مرة تعترف وزارة الدفاع الروسية وقاعدة حميميم العسكرية بأن القوات الخاصة الروسية والطيران الروسي هم من قاموا باحتلال كفر نبوذة.
وفي الصدد؛ قال الناطق الرسمي باسم جيش العزّة، العقيد مصطفى بكور في اتصال مع شبكة بلدي نيوز: "أجهزة التنصت لدى جيش العزّة التقطت أمس السبت محادثات لاسلكية في محيط كفرنبوذة لعناصر يتحدثون باللهجة اللبنانية، وهذا الأمر يتزامن مع المعلومات الواردة عن استقدام الروس لعناصر من قوات النخبة في "حزب الله" اللبناني، فيما تشارك ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني بلباس قوات الأسد".
أمام هذا التحشيد الذي تنتهجه روسيا من زج لمنظمات إرهابية كــ "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني في المعارك الدائرة في ريف حماة الشمالي، ومشاركة الجيش الوطني في صدّ هجوم الروس والميليشيات الإيرانية؛ يبدو أننا أمام "معركة تصادمية" وشيكة، ستشهدها كل المناطق المجاورة لحلب، وهذا يعني انهيار مسار "آستانا" واتفاق "سوتشي"، وكذلك هو تحدّ روسي للتوجه الدولي وبالأخص الأميركي لمواجهة الإرهاب المتمثل بالميليشيات الإيرانية التي تقاتل في ريف حماة الشمالي تحت المظلة الروسية.