هل تساهم معارك حماة في رسم مستقبل "تحرير الشام"؟ - It's Over 9000!

هل تساهم معارك حماة في رسم مستقبل "تحرير الشام"؟

بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
تشير المعطيات من خلال قراءة المشهد الميداني في الشمال المحرر إلى أنّ المعارك أوصلت عدة رسائل ربما بطريقة غير مباشرة، لخصتها الوقائع على الأرض، وأبرزت حجم ومقدرة الأطراف المتحاربة ومنها "هيئة تحرير الشام".
نجد أن موسكو لا تمانع بل تعمل على قضم المزيد من المناطق لصالح النظام، وهو ما يعني قدرة أكبر على المناورة السياسية في وقتٍ لاحق، لكن التقديرات تؤكد أنّ قوات النظام تمكنت ميدانياً من السيطرة على المناطق الرخوة، مع الحفاظ على تجنيب إدلب أي عمل عسكري لجهة التوافق الدولي على ذلك.
وما يثبت نظرية المناطق الرخوة هو سيطرة قوات النظام وميليشياته على ما يقارب حوالي 87 كيلو مترا مربعا بعد 11 يوماً من بدء المعارك فقط، ما لبثت فصائل المعارضة أن استعادة زمام المبادرة والسيطرة على بعضها، لترسم بذلك مرحلةً ثانية، عنوانها الجديد التقارب بين الفصائل التي تناحرت على النفوذ، (هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير)، بعد موافقة علنية من "الجوﻻني" على دخولها، وهو ما نسف المزاعم القديمة واتهام تلك الفصائل بالعمالة والردّة.
وتشير الاستراتيجية الأخيرة المتبعة من الجانب الروسي إلى أنّ الضغط ميدانياً موجه ضد "هيئة تحرير الشام"، التي تصرّ على مواجهة الروس بمفردها بعيداً عن بقية الفصائل، وهذا ما ثبت أنه غير صحيح، بدليل دعوات "الجوﻻني" نفسه لفصائل درع الفرات وغصن الزيتون لمؤازرة الهيئة.
ويرى مقربون من الهيئة، أنّ المعارك الأخيرة كشفت ضعف التكتيك السياسي والعسكري المتبع من "هيئة تحرير الشام"، واعتبروا أنّ "الهيئة تضخمت على حساب حجمها الحقيقي على الأرض"، بدليل عدد نقاط الرباط التي تشغلها مقارنة بباقي الفصائل، حيث ﻻ تملك سوى 150 نقطة رباط، فيما يستحوذ "حراس الدين" على 50 نقطة، أي بمجموع 200 نقطة رباط من أصل 400 بحسب التقديرات.
وأشيع في المناطق المحررة منذ العام تقريباً، عزم "أبو محمد الجولاني" زعيم "هيئة تحرير الشام" حل الهيئة، إلا أنه واجه عقبة كبيرة بوجود بعض المنتمين للتيار الرافض لهذه التسوية والمحسوبين فعلياً على التيار الجهادي أو القاعدة، ولم يبايعوها علناً.
وبالتالي؛ مغامرة "الجوﻻني" بحل الهيئة دون وجود مقدمات ومعطيات يستفيد منها، سيكون لها تبعات كبيرة على المنتمين للهيئة، بما فيهم "التركستان" والمهاجرين الأجانب.
ويدرك "الجوﻻني" تماماً تلك الحقيقة، كما أنّ تمسكه بالزعامة وخشيته انفراط عقد الجماعة والتوجه نحو "حراس الدين" أو الجبهة الوطنية، أجل حسم الملف، بحسب مصادر مطلعة.
ويعتقد محللون أنّ "الجوﻻني" بإمكانه الآن إيجاد المخرج في الوقت الراهن لحل "هيئة تحرير الشام"، ولديه من المبررات ما يكفي لتبرير اندماجها مع "الجبهة الوطنية" والعمل تحت سقفها، مع الحصول على بعض المكتسبات.
ويرى هؤلاء أنه رغم خسارة موسكو ما استحوذت عليه في معاركها، إلا أنها استطاعت تحجيم الهيئة أمام جمهورها.
كما أبرزت أنّ سياسة (التغلب) التي انتهجتها "الهيئة" انقلبت عليها كما ينقلب السحر على الساحر، ويواجه اليوم مجلس الشورى فيها حالة من التجاذبات والأخذ والرد، بعد تصريحات "الجوﻻني" التي دعا فيها باقي الفصائل لمساندته.
ويعتقد أنّ انقلاب "الجوﻻني" على مبايعة "البغدادي" زعيم تنظيم "داعش" الذي أرسله إلى الشام، ومن ثم التفافه على بيعته للقاعدة وزعيمها "أيمن الظواهري" لن ينجيه اليوم من اتهامه بالعمل مع من اتهمهم بالردة ذات يوم أمام مناصريه، وبأن مصير "هيئة تحرير الشام" يرتبط اليوم بتحركات "الجوﻻني" وتبرير موقفه أمام أنصاره.

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي