بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
تستميت قوات الأسد مدعومة بسلاح الجو الروسي في استرجاع بلدة "كفرنبودة"، التي فقدتها اليوم اﻷربعاء، فيما تحاول فصائل المعارضة الحفاظ على هذا المكسب.
وأمام عمليات الكر والفر، يأتي الحديث عن اﻷهمية الاستراتيجية للبلدة، وتركيز العمل العسكري فيها.
أهمية "كفرنبودة"
تأتي أهمية السيطرة على بلدة "كفرنبودة"، على اعتبار أنها؛ أحد خطوط الدفاع عن مدينة إدلب، وهي بمثابة بوابة المناطق المحررة؛ لوقوعها على الحدود الإدارية بين إدلب وحماة، وبذلك تستطيع قوات اﻷسد في حال أتمت السيطرة عليها أن تقطع طريق الإمداد الواصل بين قلعة المضيق وسهل الغاب وخان شيخون من جهة، بالإضافة لطريق الإمداد بين سهل الغاب وجبل شحشبو بريف إدلب من جهة أخرى.
ماذا بعد "كفرنبودة"؟
يرى محللون أنّ معارك كسر العظم انتهت بتفوق المعارضة، وانتقلت إلى مرحلة جديدة تستهدف كسر المعنويات لدى الطرف اﻵخر.
وتشير الوقائع إلى أنّ قوات الأسد بدت مترهلة تماماً وغير قادرة على الصمود، ﻷسباب كثيرة في مقدمتها انهيار المعنويات وعدم وجود الدافع للقتال، المطلوب في حروب العصابات واعتمادها على "الفيلق الخامس"، المؤلف من فلول عناصر المصالحات الذي شكلته روسيا.
وعلّق (أبو همام الشامي) وهو قيادي عسكري على صفحته في تلغرام حول طبيعة المعارك بالقول؛ "إن فشل المليشيات في التقدم أكثر من 7 كم خلال 20 يوماً من العملية العسكرية، والتي تخللها دعم جوي روسي هائل، وتكبدت قتلى فاق عددهم 250 قتيلاً، أجبر المليشيات التي كانت تتوعد بقضاء العيد في ادلب على إعادة حساباتها، علماً بأننا توقعنا أن يطول نفس المليشيات حتى 1000 قتيل على أقل تقدير لا 250. وهذا يدل على وهن الميليشيات وضعفها وأهمية دور العامل النفسي في القتال".
ما يؤكد أنّ المعركة بالنسبة للجميع وتحديداً المعارضة -بمختلف مشاربها الفكرية، وطنية أو جهادية- أدركت أنّ العامل النفسي هو المقصود ضربه في هذه المرحلة، قبل الشروع بخطوات مستقبلية.
والراجح أنّ المعارضة استعادت حماستها القديمة؛ فأطلقت الفصائل الثورية شمال غرب حماة، ظهر اليوم الأربعاء، المرحلة الثانية من عملية الهجوم المعاكس على المواقع التي سيطرت عليها ميليشيات النظام وميليشيات حميميم مؤخراً.
وقال مراسل بلدي نيوز في حماة؛ إن فصائل المعارضة بدأت ظهراً، تمهيداً مدفعياً عنيفاً على مواقع النظام في قرى "المستريحة والشيخ إدريس والجابرية وتل هواش وبعض المزارع غرب بلدة كفرنبودة" بريف حماة.
وجه المعارك مستقبلاً
إن اتجاه سير المعارك بعد أن رجحت كفة المعارضة، فرض سؤالاً حول مستقبل العمليات العسكرية، وهل يتوقع الاستمرار لعمق مناطق سيطرة النظام أم ستقتصر على المناطق التي خسرتها المعارضة؟
ولعل المتتبع لتركيبة الفصائل المعارضة وبنيتها اﻹدراية، فضلاً عن ارتباط قرارها بالدول الداعمة، يدرك تماماً أن خط سير المعارك، مرهون بجوهره هذه المرة بمسألة "استقلالية القرار"، والتكهن في الوقت الحالي، يعني بالمحصلة إما الطعن في وطنية تلك الفصائل، أو أن اﻷمر متروك لهم ليبرهنوا للشارع مدى ارتباطهم بتطلعاته ورغبته في استعادة زمام المبادرة وإعادة الثورة للتموضع في مكانتها اﻷولى.
ورجح القيادي العسكري في "جيش العزة" العقيد "مصطفى بكور" في تصريح نقلته العربي الجديد اليوم اﻷربعاء؛ "وجود خلافات بين تركيا وروسيا حول التزامات الأخيرة بالاتفاقات الموقعة بينهما"، وأضاف أنّ؛ "الفصائل أدركت غدر الروس، وحان الوقت للتخلص من قيود أستانة وسوتشي، لذلك أعتقد أن المعارك ستستمر وسيتم طرد الروس وعملائهم من جميع المناطق".
ويعطي اﻻنطباع اﻷول لقراءة كلمات العقيد "بكور"، أنّ التحركات بدأت فعلياً بضوء أخضر تركي، بالتالي؛ توقفها مرهون على إضاءة اللون اﻷحمر، ما لم تمتلك المعارضة قرارها، وتتخلص عملياً من قيود أستانة وسوتشي، حينها فقط يمكن القول، "أفلح إن صدق العقيد بكور في رؤيته".
بالمحصلة؛ اﻷيام حبلى بالجديد، والشارع ينتظر من المعارضة الشيء الكثير.