بلدي نيوز
كشفت دراسة أجراها أكاديميون في جامعة أوكسفورد البريطانية أن الأخبار "المضللة أو الزائفة" على منصة فيسبوك في أوروبا، تتفوق بشكل كبير على الأخبار الاحترافية، من حيث عدد المشاركات والاعجابات والتعليقات على هذه المنصة الاجتماعية.
وأجرى الدراسة معهد أوكسفور للإنترنت (OII)، لمعرفة تأثير الأخبار الزائفة على الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي ستجرى هذا الشهر.
ودرس الباحثون المحادثات والنقاشات التي جرت على منصتي فيسبوك وتويتر بعدة لغات، بواقع أكثر من 600 ألف تغريدة متعلقة بالانتخابات في فترة زمنية امتدت أسبوعين، وكذلك حوالي 70 مصدرا للأخبار المزيفة والاحترافية على فيسبوك في فترة زمنية بلغت حوالي أربعة أسابيع.
ووجدوا هيمنة لمحتوى وسائل الإعلام المعروفة والشائعة على الموضوعات التي تنشر على فيسبوك، إلا أن الأخبار غير المرغوب فيها وجدت لها مكانا، نظرا لأنها تستخدم تكتيكات تسهل مهمة انتشارها مثل استعمال اللغة العاطفية والعناوين الجذابة بهدف زيادة عدد النقرات والمشاركات.
وبدراسة قصص مكتوبة بخمس لغات من أصل سبعة (الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والسويدية) وجد الباحثون أن القصص المكتوبة بهذه اللغات من منافذ الأخبار غير المرغوب فيها تلقت في المتوسط ما بين 1.2 إلى أربعة أضعاف عدد الإعجابات والتعليقات والمشاركات في القصص الاحترافية في وسائل الإعلام الأخرى.
وبالنسبة للغة الإنكليزية فإن متوسط التفاعل مع الأخبار غير المرغوبة هو 3199، بينما كان 761 بالنسبة للأخبار الاحترافية.
وتظهر اللغة الألمانية تباينا كبيرا بين النوعيتين من الأخبار، بمتوسط تفاعل 1973 مع الأخبار غير المرغوب فيها بهذه اللغة على فيسبوك، مقابل 315 فقط للاحترافية.
وبالنسبة لتويتر، وجدت الدراسة أن أقل من أربعة في المئة فقط من القصص على هذه المنصة تأتي من مصادر غير موثوقة. لكن في بولندا، ارتفعت نسبة انتشار الأخبار غير المرغوبة إلى 21 في المئة.
وأشارت إلى أن أكثر القصص الزائفة رواجا هي التي تدور حول موضوعات شعبوية مثل الهجرة والإسلاموفوبيا.
ووجد الباحثون أن تسعة من بين 20 قصة تم تحليلها ذكر فيها صراحة اسم "مسلمين" أو الدين الإسلامي بشكل عام، ووجدوا في تسع قصص أيضا ذكر "مهاجرين" أو "هجرة" أو "لاجئين"، وفي سبع حالات ارتبط ذكر المسلمين والمهاجرين بالحديث عن الإرهاب، أو الجريمة العنيفة مثل الاعتداء الجنسي وجرائم الشرف.
العديد من المصادر غير الموثوقة روجت لفكرة أن "إرهابيين مسلمين" يقفون وراء حريق كاتدرائية نوتردام. البعض أيضا زعم أن الحكومة الفرنسية تخطط لإنشاء مئذنة في إطار خطط ترميم الكاتدرائية.
وطالت القصص شخصيات سياسية بالسخرية مثل النائب الهولندي السابق يورام فان كلافيرين، الذي تحول من مناهضة المسلمين إلى اعتناق الإسلام.
وأشارت قصص أخرى إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استخدم الضرائب العامة لتمويل عناصر "داعش" في سوريا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض تقديم مساعدة مالية لإعادة بناء نوتردام.
ويشير التحقيق إلى أن التضليل السياسي في هذه الانتخابات يرتكز على القضايا، على عكس الهجمات الشخصية التي شابت الانتخابات الأميركية.
المصدر: الحرة