بلدي نيوز - (خاص)
مع مرور أكثر من 15 يوماً على بداية المعركة التي أطلقها نظام الأسد والميليشيات الموالية لقاعدة حميميم بإشارة وإشراف مباشر من الضباط الروس، وسيطروا خلالها على أكثر من 16 قرية وبلدة بريف حماة الشمالي وسهل الغاب.
وخسرت فصائل المعارضة مناطق استراتيجية كانت عصية لسنوات على نظام الأسد وروسيا، وتعتبر بمثابة أيقونة في الصمود لهجمات الأسد كبلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي، وبلدة الحويز التي لها أهمية كبيرة لدى المعارضة من حيث كونها مسقط رأس حسان عبود "أبو عبدالله الحموي" القائد المؤسس لحركة أحرار الشام الإسلامية التي بدأت وانطلقت من سهل الغاب وتنامت حتى انتشرت في معظم الأراضي السورية المحررة من درعا حتى الحسكة، لكنها بالمقابل استطاعت استيعاب هجوم النظام والانتقال من الدفاع إلى الهجوم.
ويرى قيادي عسكري تابع للجيش الحر أن عوامل عديدة ساعدت فصائل المعارضة على تلافي استمرار سقوط المناطق، واستيعاب هجمة النظام وروسيا التي رصدت لها ثقلاً عسكرياً كبيراً والتي باشرتها بحملة قصف جوي وصاروخي كثيفين امتدت إلى مناطق واسعة في عمق المناطق المحررة، ومن أبرز العوامل، بحسب القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، انتشار النظام في المناطق الأخيرة وعدم سيطرته على المواقع الحساسة التي تمكنه من إتمام سيطرته كمنطقة جبل شحشبو التي تمسكت فيها المعارضة في الوقت الذي انتشر فيه نظام الأسد في سهل الغاب الذي يقع تحت نيران جبل شحشبو والذي تلقت من خلاله قوات النظام وميليشيات سهيل الحسن ضربات موجعة عبر صواريخ الميم دال التي قلبت المعادلة، في الوقت الذي كانت تراهن فيه روسيا على تهاوي مناطق جديدة أو استسلام مناطق على غرار ما حدث في مناطق التسويات.
لا خيار!
يقول القيادي "بالعودة إلى نوايا روسيا التي لم تبيتها وأعلنتها على لسان العديد من مسؤوليها، وذكرت فيها أن العملية تندرج ضمن خطة "الخطوة خطوة" والتي تعني قضم مناطق جديدة وتثبيت سيطرتها عليها، وإيقاف إطلاق النار على الحدود التي سيطرت عليها والعودة مجددا بعد فترة زمنية لقضم أخرى، وهذا ما فرض علينا التجمع للوقوف في وجه المطامع الروسية وإفشال مخططها، في الوقت الذي لم يكن هنالك خيار آخر لنا سوى المقاومة".
ويضيف "هاجمنا بعملية سريعة بلدة كفرنبودة، وحاولنا استعادتها إلا أن كثافة النيران منعتنا من التمكن من استعادتها، بالإضافة إلى الهجوم على نقاط للنظام في الجبين والحماميات وخلق بلبلة في المناطق التي أمَّنها النظام والميليشيات، ووأوقعنا بهم خسائر كبيرة في محاولاتهم العديدة للسيطرة على جبل الكركات وقرية ميدان غزال والاستنزاف في المستنقع الذي وقعت فيه بتوغلها في سهل الغاب ووقوعها تحت مرمى صواريخ الميم دال التي تسببت بتدمير العديد من الآليات ومقتل العشرات من العناصر، في الوقت الذي كانت تعتمد فيه روسيا على الكثافة النارية وقصف مواقعنا والتأكد من خلوها تجنباً للمقاومة المباشرة والتصادم وتلقي الخسائر، فضلاً عن رهان روسيا الخاسر على ميليشيات الخامس اقتحام التي انشغلت في التعفيش وتنصلت من المواجهة بعد أن أصبحت تحت مرمى نيراننا".
ونوه القيادي أن العملية الأخيرة لنظام الأسد ومن خلفه روسيا، نسفت كل الجهود والاتفاقيات التي كانت ترمي للتهدئة في سوتشي وأستانا، ما وضع الضامن التركي في حالة حرج عند تعهداته السابقة للمعارضة، وعملت على دعم فصائل المعارضة وفتح المجال لإيصال تعزيزات عسكرية من الجيش الوطني وفصائل عملية غصن الزيتون ودعم المعارضة بأسلحة الميم دال لكبح جماح روسيا التي ضربت بعمليتها عرض الحائط".
وتتحضر فصائل المعارضة في الوقت الحالي لشن عملية معاكسة على المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد وروسيا بالتزامن مع مطلب روسي بالتهدئة وفتح المجال للتفاوض، إلا أن جميع المفاوضات حتى اللحظة وصلت إلى طرق مسدودة في ظل تعنت روسيا على تثبيت الحدود الجديدة ورفض المعارضة التفاوض ما لم يتم إعادة المنطقة إلى الوضع السابق ما قبل الهجوم.