بلدي نيوز- (عبد القادر محمد)
ألقت ظروف الحرب المستمرة منذ 8 سنوات في سوريا، بثقلها على آلاف العائلات وفاقمت من غلاء المعيشة والنزوح والتشرد، فباتت تبحث العائلة عن أية فرصة لسد ما تيسر من احتياجاتها اليومية، ودفعت بالكثير من المحتاجين للعمل في البناء والزراعة، فضلا عن انتشار ظاهرة التسول لاسيما بين الأطفال.
وفي الصدد؛ يقول الخبير الاقتصادي "عبد المالك النهار" لبلدي نيوز؛ هناك خمسة أسباب ساهمت في مفاقمة الأوضاع وتردي الأحوال المعيشية وبسببها تحولت منطقة "درع الفرات وغصن الزيتون" إلى الاستهلاك عوضا عن الإنتاج والاكتفاء.
ويرى أن السبب الأول هو؛ أن الصناعة والمنشآت الصناعية باتت معدومة في ظل سوء الوضع الخدمي وتردي الوضع الأمني، وعدم وجود تصريف للبضائع، الأمر الذي ساهم في انعدام فرص العمل.
أما السبب الثاني؛ فهو الإقبال الكبير على البناء منذ تحرير المنطقة من تنظيم "داعش" عام ٢٠١٦ إلى الآن، وتوجه التجار والأهالي لبناء العقارات لعدة أسباب، منها اكتظاظ المنطقة بالسكان والمهجرين، ما تسبب بزيادة الطلب على المنازل والمحال التجارية للآجار، الأمر الذي تسبب في تحويل المال إلى بناء ثابت نتج عنه حركة لعمال البناء لكن كانت مؤقتة.
وثالث الأسباب كما يراه الخبير الاقتصادي؛ فهو عدم وجود تصدير من هذه المناطق، والاكتفاء بالسماح للتجار بالاستيراد من تركيا وعدم تصدير أي شيء، وهذا انعكس سلبا على كافة الصناعات المحلية التي تنتجها المعامل من ألبسة وأحذية وحلاوة وطحينة، إضافة للمحاصيل الزراعية، توقفت بسببها المعامل بشكل متقطع وتدريجي، وانخفض عدد العمال وساعات العمل لعدم وجود منافذ لتصريف البضائع.
وأردف؛ "السبب الرابع هو سحب الدولار من المنطقة من قبل النظام، وإرسال كميات ضخمة من النقد المحلي مع عدم وجود رصيد لهذه العملة، وشراء الدولار بأسعار عالية من التجار، تتسبب هذه العملية برفع سعر الدولار وبالتالي رفع سعر المواد الغذائية، حيث ينتج عنه ارتفاع تكلفة المعيشة وتدني الأجور، كون أسعار المواد بشكل عام تعتمد على ارتفاع وانخفاض الدولار، أما أجور العمال فتبقى كما هي وبالعملة السورية".
وأشار إلى أن خامس الأسباب في هذه الأزمة يعود لتوقف المساعدات بكافة أشكالها، التي تقدمها المنظمات مثل المواد الغذائية والمنظفات والكثير من الاحتياجات التي ساهمت في التخفيف من حمل العائلة.