بلدي نيوز- (ليلى حامد)
يدخل شهر رمضان اليوم على السوريين، في ظل أزمةٍ اقتصاديةٍ خانقة تواجه أبناء الشمال المحرر، وارتفاع يفوق التصور في أسعار المواد الغذائية.
معظم من التقتهم مراسلة بلدي نيوز يجمعون على أنّ رمضان كالمعتاد، سيواجهون خلاله جشع التجار الذين شرعوا بالتهليل لقدوم الموسم، في وقت تعمل بعض الجهات كالمعتاد على نشر الإشاعات حول رفع أسعار السلع الغذائية.
كما شكل غياب فرص العمل بالنسبة للشباب عائقاً آخر، ﻻ سيما من دخل عش الزوجية في هذه الآونة، لكن هؤلاء ينظرون إلى رمضان باعتباره شهراً كريماً رغم كل المعوقات التي يقولون إنه ﻻ دخل للحرب بها، وبالمجمل؛ غياب العمل والمداخيل المتدنية حديث الناس مع اقتراب الموسم الرمضاني.
ويجمع كبار السن أنّ الناس اعتادوا في سورية على استقبال شهر رمضان بمعرفةٍ مسبقة تشير إلى تحليق الأسعار الأساسية، ﻻ سيما المرطبات والتمور، ويشبه الحاج "أبو هاني 70 عاماً" من أبناء مدينة أريحا، المشهد السابق بالقول؛ "كأن أحداً ما يلاحقها بمضاد طائرات".
وتشير الباحثة الاجتماعية "نائلة الأبرص" إلى أن توقعات المستهلكين غير منطقية وتخوفهم غير عقلاني، وهو ما يسهم في ارتفاع الأسعار وإحداث هذا التضخم الذي نراه كل عام".
وأردفت؛ "التنافس في شراء السلع وزيادة الطلب على بعض المواد الاستهلاكية يرفع سعرها بشكل طبيعي، هذا أمرٌ معروف في علم الاقتصاد، لكن المشكلة تكمن في انسياق الناس خلف مخاوفهم والإشاعات التي تتكرر كل عام، ومعها يتكرر السيناريو للأسف الشديد".
ونوهت إلى أنّ الحرب وجشع التجار وغياب الرقابة على الأسواق والأسعار مشكلة قديمة، وهي اليوم بحاجة إلى حلول جذرية، بين أيدي المسؤولين في المحرر، سواءً مجالس محلية، أو حكومة الإنقاذ وغيرها من المسميات التي تعددت لكنها جوفاء بالمحصلة، بحسب المتحدثة.
توقف علم المنظمات الإغاثية أرخى بظلاله على واقع الناس، فالكثير من العائلات كانت تعتمد على مدخراتها من السلل الغذائية، لتجد نفسها اليوم كما تقول "تفتح ثغرها للهواء بانتظار رحمة الله".
معظم السكان هنا يؤكدون أنّ إدلب على موعدٍ مع رمضانٍ ساخن، وستؤثر سخونته على الأسعار كالعادة، الحلول غائبة وسبات من هم في موقع المسؤولية يزيد في معاناة السكان.