بلدي نيوز – (ليلى حامد)
يعاني الأطفال السوريون من أزمات نفسية معقدة، وخاصة في الشمال السوري المحرر، فصوت القصف وصواريخ الطيران تجعلهم بحالة رعب شديد.
تتحدث المرشدة النفسية السيدة رزان أحمد لبلدي نيوز، حول موضوع أثر الحرب على نفسية الطفل، وتقول؛ "المشهد المؤسف ليس فقط استمرار الوضع القائم، لكن بات تكرار الطرح في وسائل اﻹعلام إما يتصاعد أو ينخفض، وبالمقابل؛ ﻻ يوجد تحرك جاد أو حقيقي في إطار معالجة المشكلة".
وأضافت؛ "من تداعيات الحرب أنها تسببت في ضياع جيلٍ بأكمله، لكن ماذا عنا نحن الكبار، ما الذي قدمناه، وما دور المنظمات الإنسانية المحلية والدولية".
جنى طفلة في العاشرة من عمرها من سكان مدينة سراقب تقول والدتها لبلدي نيوز، "عندما نسمع صوت الطائرات ترتجف قدماها ولا تقوى على الوقوف، وترتعد حواسها وتضطرب كثيراً، ومهما حاولت تهدئتها تستمر حالتها حتى أنها لا تستطيع الكلام".
تتابع والدتها؛ "إن ابنتي تخاف كل شيء، وأي صوت مرتفع يصيبها بحالة رعب، ونلاحظ أنها انطوائية تخاف من أي تأنيب أيضاً".
تقول المرشدة النفسية في إدلب رزان الأحمد: "للأسف إنّ الأطفال هم من يدفع ثمن الحروب، وهم أكبر الخاسرين لأنه سلب أهم حق من حقوق الطفل وهو حق الحياة والعيش في استقرار، وهؤلاء الأطفال تشكلت لديهم ذاكرة لن تمحى بسهولة بسبب مشاهداتهم للدمار والدم والقتل، إضافة لمعاناة بعضهم من التهجير وفقدهم للبيوت والمدارس والأصدقاء، لدرجة أن أكثر الأطفال يعانون ضغطاً عصبياً جراء سماع صوت القصف ناهيك عن فقدان أكثرهم النطق والكلام إضافة إلى التبول اللاإرادي ليلاً".
تضيف السيدة رزان؛ "نأمل بزيادة الدعم النفسي لكل طفل وخاصة من المحيطين به، وفي المدرسة التي يقع عليها العبء الأكبر لإعادة تأهيل أطفالنا علنا نسهم في تخليصهم من ضغوط الحرب وآلامها، والأهم إزالة الأسباب الرئيسية المؤدية للأزمة".
وبحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة يونيسف لغاية 2018م، أن 8.6 مليون طفل بحاجة ماسة إلى المساعدة، وما يقرب من ستة ملايين طفل هم الآن إما نازحين أو يعيشون كلاجئين، ونحو 2.5 مليون منهم خارج مقاعد الدراسة.
كما يتعرض أكثر من ثلاثة ملايين طفل لخطر الألغام والذخائر، %40 ممن قتلتهم الألغام هم من الأطفال.
الكثير من العائلات السورية تطلق يومياً صرخة استغاثة في وجه الضمير العالمي، تبحث عن خلاصٍ للمشهد الدموي واﻷثر النفسي على اﻷطفال، من بينهم والدة جنى التي تحلم بألا ترى صورة طفلٍ على اﻹعلام ينزف وجهه دماً أو متأثراً نفسياً بسبب الحرب.