بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
انتشرت في الآونة الاخيرة تربية الطيور في مناطق نفوذ الأسد جنوب سوريا، واتخاذها من بعض المدنيين كمهنة، بعد ارتفاع معدل البطالة، وفقدان العديد من فرص العمل، نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي جنوب سوريا.
يقول "محمد المسالمة" أحد مربي الطيور لبلدي نيوز؛ إنه يقضي غالبية يومه في الاعتناء بالطيور، التي يربيها في منزله بعد تحولها إلى مصدر الرزق الوحيد له ولزوجته وطفليه، بالرغم من كونه يحمل شهادة في الحقوق، حيث لم يتمكن من العثور على وظيفة ليتمكن من سد احتياجاته.
يقول "المسالمة"، "خلال السنوات الماضية عملت في عدة مهن، منها المنظمات الإغاثية والإنسانية، التي كانت تنشط في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما افتتحت محلا تجاريا تمكنت من تأسيسه بعد بيعي لأرضي الزراعية، ولكن بعد سيطرة قوات النظام توقف عمل المنظمات والجمعيات، بالإضافة إلى انحسار عمل المحال التجارية، بسبب القيود التي يفرضها نظام الأسد".
وأضاف أنه حاول الحصول على عمل ضمن دوائر النظام أو أي شركات خاصة، ولكنه لم يتمكن من ذلك بسبب وجود اسمه على قائمة المطلوبين للخدمة الاحتياطية.
بدوره، قال "أدم الصالح"، وهو أحد أبناء بلدة "المزريب" غرب درعا، إن عمله في تجارة الطيور يعتبر حرفة قديمة في عائلته، بسبب البيئة الريفية التي نشأ بها، وازدهار تلك التجارة في ريف درعا وفي بلدته حتى قبل الثورة.
ويوضح "الصالح" بأن الوضع الحالي مكنه من استغلال مهنته بشكل جيد عبر الخبرات التي يمتلكها، والسمعة التي لديه في هذا السوق من خلال توسيع عمله ليشمل عدة بلدات، تمكن من خلالها تعويض النقص الناتج عن فصله من قبل نظام الأسد من وظيفته كمدرس بسبب معارضته للنظام.
ويقدر عدد العاملين في هذا المجال بما يقارب العشرة في المئة من مجمل المدنيين الموجودين في مناطق ريف درعا، غالبيتهم من الشبان، من بينهم المئات ممن دخل هذا المجال بعد توقف عمله، أو نتيجة المخاوف الأمنية من التعرض للاعتقال من قبل نظام الأسد.
ويتنوع عمل الأهالي في مجال تجارة الطيور بأنواعها، كالعصافير التي توضع في المنازل بغرض الزينة، إلى الدجاج بأنواعه، الذي يستخدم قسم منه الزينة أيضا، وأنواع أخرى يتم تربيتها في المنازل بغرض الحصول على البيض فقط.
يذكر أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها النظام تسببت في ضعف السوق الداخلي بشكل كبير خاصة في المناطق التي خضعت لاتفاقيات التسوية في مناطق متفرقة من سوريا، في ظل وضع نظام الأسد عشرات القيود، خاصة فيما يتعلق بالبضائع والمحال التجارية.