لدي نيوز- (ليلى حامد)
تشير التقديرات الأولية إلى ارتفاع عدد حالات الطلاق في الشمال السوري في السنوات الأخيرة، ردها أهل الاختصاص إلى جملة من الأسباب لعل أبرزها التفاوت الطبقي والمادي بين الزوجين.
"هدى" امرأة مطلقة وأم لطفلين من ريف إدلب، تقول لبلدي نيوز: "الموروث الاجتماعي برمته يحتاج إلى إعادة قراءة وتصحيح، فليست كل مطلقةٍ سيئة، فقد تكون الحياة باتت مستحيلة رفقة رجلٍ قد ﻻ يتفقان فكرياً أو اجتماعياً، وهناك الكثير من الأسباب الأخرى التي يطول سردها".
أسباب الطلاق
الباحثة الاجتماعية، نائلة اﻷبرص تتحدث عن أبرز حالات الطلاق فتقول: "تكثر حالات الطلاق مؤخراً في الشمال السوري المحرر، مقارنةً بالسنوات السابقة، وإن لم نتمكن من تحديد الأرقام بشكلٍ دقيق، إلا أنّ الوقائع اليومية تدلل على ذلك".
وأضافت، "بعض الأسباب التي تؤدي للطلاق غالباً تكون عدم الاتفاق الفكري، يتبعه الفوارق الاجتماعية وأحياناً التفاوت الاقتصادي بين عائلتي الزوجين، ومن جملة شروط صحة الزواج انتفاء تلك الموانع، وعدم وعي حقيقة وجوهر الزواج بين الطرفين، وأعني عدم القدرة على تحمل المسؤولية من أحد الأطراف، عدم الإنجاب له دوره، وثمة أسباب أخرى لكنها ﻻ ترقى للحديث عنها".
أما "سهى" التي تزوجت رغماً عنها وتركت مقعد دراستها لتجد نفسها مطلقةً بعد أربعة أشهر، فتقول: "لم يكن يحبني، وصرح لي بحبه لأخرى، وزواجه بي كان إرضاءً لرغبة أمه ليس إلا".
وتضيف، "كان عنيفاً معي ورغم ذلك صبرت، ثم انتابني إحساس أنه يوجه لي رسالةً ما لطلب الطلاق، ولما تجاهلت الأمر طلقني دون تردد".
النظرة السلبية
لم تتخلص مجتمعاتنا من النظرة السلبية تجاه المطلقة، لأنها بنظرهم هي المخولة بحماية الأسرة وتماسكها، حسب قول الباحثة الاجتماعية نائلة الأبرص من مدينة إدلب.
وتضيف، "أكثر المطلقات ما بين سن العشرين إلى الثلاثين عاماً من خلال تتبع الواقع، وليس من خلال إحصائيات لأنها غير موجودة حقيقةً، وأتحدث عن المناطق المحررة التي تغيب عنها الأمور الإدارية المدنية والسجلات المختصة، وإن وجدت، فلا تصف الواقع بدقة؛ فالكثير من الشباب يتزوجون اليوم دون تثبيت عقد الزواج لأسبابٍ مختلفة".
وتخاف الكثير من الفتيات تكرار التجربةِ ثانيةً، وترى الباحثة الاجتماعية نائلة الأبرص أن "المرأة لا تستطيع التكيف اجتماعياً بعد الطلاق، لأنها تخاف خوض تجربة أخرى، كما أنها في أغلب الأحيان مرفوضة من قبل المجتمعات حتى من رجل مطلق مثلها، وإن تزوجت من شاب أعزب فهي حالات تبقى نادرة".
أما المحامية نهى عربي كاتبي تقول؛ "الحلول الوحيدة لإزالة تلك النظرة الخاطئة، ليست بالأمر المستحيل، لكنها عادةً تحتاج إلى وقت، والأهم هو التوعية الاجتماعية بالندوات واللقاءات والمحاضرات".
وأردفت، "للمسجد والإعلام دورهما، وفي بعض الدول يتبعون دوراتٍ من أجل ذلك، وهذه تحتاج في بلدنا إلى وقت.