بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
يختلف شكل الحياة بين مناطق نظام الأسد والمعارضة السورية، ولعل معظم من يتحدثون عن دمشق، يربطون واقعها مؤخراً بتفشي ظواهر غير أخلاقية في شوارعها، على عكس ما يُحكى عن إدلب.
رمزية المكانين
يؤكد المحامي اﻷستاذ نادر غانم، لبلدي نيوز؛ "أنّ رمزية دمشق وإدلب اليوم، بحكم المسيطر على المنطقتين، دفعت للمقارنة؛ فهي بالمحصلة، مقارنة بين إدارتين سياسيتين".
ويشير أنّ مظاهر الفساد وبنات الليل، ليست وليدة الحرب، بل إن أرشيف القصر العدلي شاهدٌ على العشرات من تلك المشاهد، غير أنّ رغبة نظام اﻷسد في نشر تلك المظاهر، يحمل أبعاداً سياسية كبيرة، أبسطها، اللمز بالمعارضة، وأنها من أدى إلى ذلك". متابعاً بالقول؛ "مازلنا نذكر عبارة، هي الحرية اللي بدكم ياها".
حدائق شاهدة
محمد عبدالله، شاب دمشقي في العشرين من العمر، ﻻ يزال مقيماً في العاصمة، يؤكد أنّ الحدائق العامة باتت موطناً وشاهداً على انفلات في سلوكيات الشباب، بلغ حداً يستحيل الصمت حياله، بحسب وصفه.
على عكس ذاك المشهد تبدو شوارع إدلب ساكنةً في الليل، مملوءةً بعباراتٍ، تحرم التبرج واﻻختلاط، ﻻسيما في الحدائق العامة، متماشيةً مع طبيعة أهلها المحافظة، بحسب "أبوعدنان"، من أبناء المدينة.
نشاط سري وليس ظاهرة
يقول المحامي "ملهم الشعراني" لبلدي نيوز: "إن مظاهر الفساد اﻷخلاقي ظلت تحمل طابع النشاط السري، محصورةً في أماكن بعينها، بمعنىً آخر كانت موجودةً، لكنها لم ترقَ لوصفها بالظاهرة.
وهذا ما يؤكده الدكتور، "أحمد القنواتي"، أيضاً خلال حديثه لبلدي نيوز بقوله: "إن مشفى دمشق (المجتهد)، ومشفى الهلال اﻷحمر السوري، وغيرهما أصبحوا شهوداً على حوادث وجرائم قتلٍ، شخصياتها ورموزها، من بائعي الهوى"، مردفاً؛ "ﻻ تكاد تخلو ليلةٌ من حادثةٍ مع فتيات الليل"، معقباً؛ "المشهد كان في وقتٍ سابق، ازداد بعد حالة الفوضى اﻷمنية".
فيما يكاد يتفق أبناء إدلب، أنّ انعدام تلك المظاهر في محافظتهم، يحمل دﻻﻻتٍ في مقدمتها، المحافظة على الأعراف والتقاليد اﻻجتماعية والدينية التي يمتاز بها السوريون، ويؤكد نشطاء أنّ؛ الفارق بين دمشق وإدلب، يكمن فقط في إرادةٍ واضحة لدى نظام اﻷسد وحلفائه؛ تجلت في إغراق مناطق سيطرتهم بالفحش اﻷخلاقي.
المرجة رمزٌ مشوه
وسط العاصمة دمشق، ساحةٌ شهدت بطوﻻت الثوار السوريين أيام الفرنسيين، غنوا باسمها، "زينوا المرجة"، لكنها وعلى مدى أربعة عقودٍ تقريباً، ارتبط اسمها بالمتعة المشبوهة، والتصق بها مسمى بيع الهوى، وبأقل تكلفة، ليستمر الحال مؤخراً، فيما يعتقد المحامي "ملهم الشعراني"، أنّ اﻷمر متعمد، مردفاً؛ "ربط ساحة الحرية بالدعارة لم يكن من باب المصادفة".
بينما ﻻتزال ساحة الساعة وسط إدلب شاهدةً على أنّ ثوارها رفعوا رايات التغيير؛ ﻹسقاط نظام اﻷسد، دون أن يسجل حالةٌ واحدةٌ تثير الريبة.
قوننة الدعارة!
تداول نشطاء ووسائل إعلام معارضة مؤخراً مسألة اصطلح عليها "السياحة الجنسية في سوريا".
وانقسمت المواقف بين من أكدّ على أنه أمر يتوافق طبيعة النظام السوري، وبين مواقف حملت الطابع الساخر.
ويؤكد محامون؛ أن القوانين التي تشدد وتمنع الدعارة وممارستها في سوريا، موجودة ضمن عددٍ من المواد التي تعتبرها جنحة، حسب المادتين 509-210 من قانون العقوبات السوري، والمادة 516 من نفس القانون، لكنهم يلفتون أنّ اﻻلتفاف عنها مسألة أخرى.
ختاماً؛ حياة الليل وبيع الهوى محطة بين دمشق وإدلب تحمل رسائل سياسية غاية في اﻷهمية، تحتاج استقراءاً وتدويناً للتاريخ.