بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
يبدو أنّ اﻹدراة الأمريكية عازمة على المضي حتى النهاية في تحجيم الدور الإيراني، وقررت تصنيف الحرس الثوري الإيراني كـ "منظمة إرهابية خارجية"، وهذا له مؤثرات لابد وأنها ستنعكس على الملف السوري في المرحلة المقبلة.
ضربة موجعة
المحامي والمحلل السياسي، طارق حاج بكري؛ أوضح لبلدي نيوز أنّ "تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، هو أول ضربة موجعة حقيقية للقوات العسكرية الإيرانية، فالحرس الثوري الإيراني يعتبر القوة الضاربة في الداخل والخارج، فهو مكلف بحماية "الثورة الإيرانية"، وضبط الأوضاع في الداخل، ويمارس مهاما سياسية واقتصادية وعسكرية بنفس الوقت، ويتولى الأمن في الداخل وإدارة الاقتصاد بمجمله تقريباً في إيران، إلى جانب التصنيع العسكري".
أهداف الخطة الأمريكية
أما العميد" أحمد رحال"، فيقول في حديث لبلدي نيوز: "للموضوع شق عسكري وآخر اقتصادي، هناك خطة أمريكية-إسرائيلية، وروسية مشاركة فيها أيضاً، للتضييق على إيران اقتصادياً لإجبارها على سحب اﻷذرع اﻹرهابية".
وأردف، "الموضوع ﻻ يخص الشعب السوري، وإنما يخص المنطقة ككل، سواء في العراق أو اليمن ولبنان وحتى الخليج العربي، ومضيق باب المندب، وسوريا جزء من الموضوع، والإرهاب الذي تمارسه إيران في أوروبا وآخره محاولة اغتيال معارضين إيرانيين في باريس".
ويضيف، "بالتالي البوابة لفهم وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، سيصبح لدينا عمل وفهم باتجاهين: الأول؛ أنه يمنع التعامل المادي والصناعي والتبادل التجاري مع مؤسسات الحرس الثوري الإيراني، مع العلم أن "الحرس الثوري" الإيراني مسيطر على الحياة المدنية والعسكرية في إيران، فثلاثة أرباع المصانع في إيران هي للحرس الثوري، الوزارات تتبع له، والاقتصاد بيده وبيد خامنئي، وبالتالي فإن الاقتصاد سيشل في إيران زيادة عن وضعه حالياً.
والثانية، بحسب الرحال؛ استهداف الإيرانيين صار مباحاً من خلال استهداف الحرس الثوري وميليشيات فيلق القدس، وأصبح يحق لـ "إسرائيل" أن تضرب مواقع فيها الحرس الثوري في لبنان أو سوريا أو العراق، بعد أن بات مصنفا على قائمة الإرهاب.
من جهة ثانية أوضح رحال أن روسيا وتركيا سكون تعاملهما مع إيران في إطار محدد كون واشنطن ممسكة بيدها ببوابات عبور المال، ووضع الحرس الثوري أو فيلق القدس أو شخصيات على قوائم الإرهاب يعني عرقلة للاقتصاد الإيراني كلهن زيادة عن العقوبات الموجودة.
الثورة السورية
ويرى رحال أن تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب سيكون انعكاسات على الثورة السورية؛ فإيران لن تعود قادرة على تمويل نظام الأسد، وهي التي تنفق كل عام من 6 إلى 7 مليار دولار، ويضيف "يعني خطة واشنطن إنزال الصادرات من النفط إلى صفر برميل، بعد أن كانت تصدر 2-3 مليون برميل في النهار، فكيف يستطيع الشعب الإيراني تحمل الفاقة الاقتصادية التي يعيشها؟".
ويشير إلى أن هذا الأمر سينعكس على "حزب الله" الذي يعاني أمينه العام "حسن نصر الله" من شح المال الذي كان يأتيه من إيران، كما أن "بشار الأسد" أيضاً يواجه أزمة غاز، ومازوت، وحليب وأدوية، وحالياً، بدأت تطغى أزمة الخبز" وهذه كلها من جراء القرار الأمريكي.