بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
يشاع بين الحين واﻵخر أنّ الطاقة الكهربائية ستدخل بيوت إدلب، لكنّ اﻹشاعات الكثيرة تعيد أذهان الناس إلى قصة الراعي الكذاب.
"يوم وصلنا إدلب منذ ثلاثة أعوام، كانت شوارعها مظلمة ليلاً، اﻷمر لم يختلف اليوم، إﻻ أنّ بعض المحلات في سوق المدينة، تبقى مشرعةً أبوابها لوقتٍ متأخر، مع أنوارٍ خافتة، أو مولداتٍ خاصة"؛ تلك كلمات "عمار" 54 عاماً، صائغ ومهجر من ريف دمشق.
بين الخدمة والإتجار
المستحيل تحول ممكناً، حين أُدخلت المولدات إلى أحياء المدينة بديلاً عن محطات التغذية الكهربائية التي دمرتها آلة اﻷسد الحربية، وبدأت بتغذيتها لساعاتٍ معينة لقاء اشتراكاتٍ مالية بما يعرف اليوم "اﻷمبيرات".
وبحسب "أبو جمعة"، محاسب في إحدى مولدات الطاقة، قال لبلدي نيوز "المشروع ناجح ومثمر، وهو على اﻷقل يحقق دخلاً بالنسبة لأصحاب المولدات، وفائدةً للناس"، معتبراً أنّه مشروع خدمي بالدرجة اﻷولى، لكنه يعقب؛ "تحول إلى مشروعٍ تجاري!".
بينما يؤكد صاحب إحدى المولدات السيد "جابر" لبلدي نيوز، "البعض من أفراد المجتمع ينظر إلى مشروع المولدات باعتباره، مصدراً خدمياً، يجب أن يماثل ما كان يقدمه النظام، متجاهلاً العديد من الصعوبات التي تواجه أصحاب تلك المولدات، كالصيانة المستمرة، تكلفة استجرار المحروقات، أجور القائمين عليها، وبالطبع هامش الربح، وبدل اﻻستهلاك الذي نقتطعه شهرياً".
حلّ مؤقت
غالباً ما تتوقف تلك المولدات عن العمل ﻷيامٍ طويلة، بعضها يصل أسبوعاً، ريثما تتم صيانتها، ما يسبب ضرراً واضحاً، ﻻسيما ﻷرباب المحال والعيادات الطبية.
الدكتور "ع.ب" طبيب أسنان، يؤكد لبلدي نيوز؛ أنه "واجه مشكلةً أثناء قيامه بعملٍ جراحي ﻹحدى المريضات"، مضيفا "لحظة خياطة الجرح انطفأت المولدة، كنتُ متحسباً، وعلى الفور تم تشغيل المولدة الخاصة التي امتلكها، المشكلة حلّت سريعاً".
وأردف "ماذا لو لم أكن أمتلك البديل، هناك مخدر (بنج)، وله زمن يذهب مفعوله من الجسم، وتختلف اﻷجسام في تحمل إبرة مخدرٍ أخرى؟".
وتعتبر شريحةٌ واسعة من الناس في إدلب؛ أنّ المولدات الكهربائية، لا تخرج عن كونها حلاً مؤقتاً، تتمثل صعوبته في أمرين؛ كثرة اﻷعطال، وتكلفة اﻻشتراك التي تدفع بحسب عدد اﻷمبيرات التي يختلف اشتراك الناس فيها بحسب طاقتهم المالية.
إبرة تخديرٍ أم حقيقة قادمة؟
يستذكر المهندس "عصام.ي"، كلام صديقه الموظف في المؤسسة العامة للكهرباء، التابعة لحكومة الإنقاذ؛ الذي حدثه في وقت سابق عن "خطة صيانة موسعة لشبكات التوتر العالي". وبشّره بالقول؛ "الخطة تهدف إلى إعادة التيار الكهربائي لجميع مناطق الشمال السوري بشكل تدريجي".
لم يكن المهندس عصام وحده من سمع ذلك الكلام، فقد تداول الناس في الشارع، أنّ المسألة لن تتجاوز ثلاثة أشهر، ورصد لها موازنة مالية تزيد على مليون دولار أمريكي، لكن شيئاً لم يتحقق بعد، لتعود مجدداً تلك اﻹشاعة وتغزو المدينة.
تعويلٌ على الدور التركي
ما يدور من أحاديث جانبية، في المحلات والبيوت، يؤكد أﻻ وجود لحلٍّ في اﻷفق، ما لم تتوفر النية واﻹرادة، وتفعيل العمل المباشر مع الجار التركي.
تساؤﻻت الناس تبقى إشارات استفهامٍ تحتاج إلى إجاباتٍ واضحة من المعنيين، حتى لا تنتقل إلى جادة التعجب من وضع المزهرية التي اتخذها المسؤولون في المحرر، فهل من مجيب؟