بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
تحت عنوان "حارب السرطان بالجوع"، تحدث موقعٌ "سيريا ستبس" الموالي للنظام عن أثر الجوع في معالجة مرض "السرطان"، وجاء في مقدمته؛ "حين يجوع جسد الإنسان يأكل نفسه أو يقوم بعملية تنظيف لنفسه بإزالة كل الخلايا السرطانية وخلايا الشيخوخة والزهايمر ويحافظ علي شبابه، ويحارب أمراض السكر والضغط والقلب"، الأمر الذي جعل من ذلك الخبر مثار سخرية على لسان رواد التواصل الاجتماعي.
ويشرح المنشور المليئ بالمصطلحات اﻹنكليزية كتدوير المخلفات "recycling"، وعملية "autophagy" التي لم يشرح معناها أو ترجمتها للعربية، وجسيمات بروتينية غريبة أسموها "autophagisomes" أهمية الجوع في علاج الأمراض.
محاربة الأمراض بالجوع وواقع النظام
تعاني مناطق سيطرة النظام السوري موجة فقر شديدة، وحالة معيشية متردية رغم الترويج المستمر عبر اﻹعلام الرسمي وشبه الرسمي للانتصار على اﻹرهاب والمؤامرة الكونية.
يقول الدكتور "م.ش" (60 عاماً)، وهو باحث اجتماعي من أبناء مدينة دير الزور، والذي فضل عدم ذكر اسمه صريحاً ﻷسباب أمنية، لبلدي نيوز: "إنّ منشوراتٍ كتلك بغض النظر عن دقة المعلومات التي تقدمها أو عدم صحتها، علينا أن ننظر في التوقيت الذي تطرح فيه، ومقارنة الأمر بالوضع اﻹنساني الذي نعيشه في دمشق تحديداً".
وأضاف "في مثل هذه الحاﻻت المقصود دائماً بث رسائل للشارع، وأعتقد أنه نوع من الاستخفاف بعقول الموالين وعموم المجتمع السوري".
كذب الشيطان
مع استمرار موجة الغلاء التي تعصف مناطق سيطرة نظام الأسد دفعت باﻷخير لتسخير وسائل إعلامه الرسمي والرديف للضرب على مجموعة من اﻷوتار، في سبيل احتوائه للشارع، حيث سيّر بعض الفنانين المحسوبين على النظام، كباسم ياخور، وغيره في العديد من المسلسلات التلفزيونية.
وفي السياق، يرجعنا الدكتور "م.ش" الباحث اﻻجتماعي إلى ما يسميه حالة تاريخية فرعونية تعيد نفسها، قائلاً؛ "فاستخف قومه فأطاعوه، لكني ﻻ أعتقد ببقاء تلك الطاعة إلى أمدٍ طويل، فلكلِّ شيءٍ باطلٍ نهاية، تلك سنةٌ كونية".
تهكم الموالين
بدأ رواد الصفحات الموالية ينهالون بشيءٍ من العبارات الساخرة والمتهكمة، فقد كتب "فيليب خوري" على حسابه في فيسبوك: "معلومات مغلوطة حاج ضحك على عقول الناس". في حين علقت "نهى محمد" بقولها: "جوعانين خلقة".
وفي نهاية المطاف تبقى أكاذيب النظام السوري في إطار تبرير الحالة للسكان الخاضعين لسيطرته دون تقديم حلولٍ واقعية، فهل انتصر اﻷسد حقيقةً؟، مجرد سؤالٍ يطرحه الشارع المعارض.