تداول نشطاء سوريون على موقع "فيسبوك" شريط فيديو، يظهر فيه العقيد في قوات النظام "سهيل الحسن"، الذي يطلق عليه مؤيدي النظام لقب "النمر"، وهو يتحدث إلى عناصره في محاولة لرفع الروح المعنوية لديهم، بعد الهزائم التي منيت بها قواته أمام ثوار جيش الفتح في ريف محافظتي إدلب وحماة.
الشريط تحدث فيه "النمر" لمدة 6:29 دقيقة، بلغة تحفيزية تملؤها المكابرة، ورفض الاعتراف بالهزيمة، التي تلقتها قوات النظام خلال الأسبوع الماضي، في الزيارة، المشيك، ومحطة زيزون الحرارية في سهل الغاب، حيث اعترف "النمر"، بهزيمة قواته في سهل الغاب بريف حماة، وقال لعناصره: أنه أصيب في ذراعه ورأسه، جراء انفجار صاروخ قربه.
وحاول العقيد، المهرج، أن يظهر بمظهر القائد "المؤمن"، فبدأ يشجع عناصره على القتال مشبههم بالملائكة في بداية الشريط، ثم قال: "إن الله يمدكم بألف من الملائكة مسومين"، وهو يحاول ذكر الآيتين، "إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين (آل عمران: 124)، بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين (آل عمران: 125)، فمزج بينها وبين الآية "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين" (الأنفال: 9).
وتابع العقيد، خطبته "العصماء" مع أداء بعض الحركات المضحكة، تفسر إطلاق نشطاء الثورة السورية عليه اسم "النمر الوردي"، وذلك بترديد بعض الجمل غير المترابطة، والتي تدل على ارتباكه، منها "الرصاص هو الإساس، أنا بحبكم، أقبل أيديكم .. أرجلكم"، ثم انبطح على الأرض وقبل أرضية المهجع، الأمر الذي أثار حماس عناصره، فبدأ بترديد شعارات " لبيك يا نمر".
ووجه "النمر" خطابة إلى الثوار قائلاً: أيها العدو سنقتلك بالقبضة، بالحجر، بالحبل، مؤدياً حركات إيمائية " مضحكة" مرافقة لكلامه.
الأمر اللافت، في كلام "النمر" دعوته عناصره إلى الانضباط والالتزام بالنظام، لأن النظام يصنع النصر حسب تعبيره، ويرجع ناشطون، ذلك لعمليات الهرب الجماعي لقوات النظام من مواقعه في ريف حماة مؤخراً، إضافة لهروبه الشهير من أريحا بريف إدلب، في نيسان/ أبريل 2015.
قبل هذه الفيديو، كان ظهر " النمر" في أواخر نسيان / أبريل الفائت، مع مجموعة كبيرة من عناصره الفارين من جسر الشغور، إلى منطقة سهل الغاب، يجري اتصالا هاتفيا مع رأس النظام " بشار الأسد"، متعهدأ للأخير بأنه سوف يصل إليه كلمة، وسيسمعها جيداً.
يشار إلى أن أسم العقيد " سهيل الحسن" لمع في سماء الموالين لحكم الأسد، بعد حملة القصف العنيف بالبراميل المتفجرة على مدينة حلب، والتي ذهب فيها عشرات الشهداء، حيث يعد المسؤول المباشر عنها، كما قاد معارك السيطرة على مدينة مورك بريف حماة، واستعادت قواته السيطرة على حقل الشاعر للغاز في بادية حمص من تنظيم "الدولة"، إلا أن نجمه أخذ بالأفول رويداً رويداً منذ تحرير الثوار لمدينة إدلب في أذار/ مارس 2015، وبات موضع سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي والجلسات الخاصة، وحتى وسائل الإعلام.