بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر)
تتزايد الاحتياجات مع تناقص المواد الأولية وارتفاع أسعارها في السوق المحلية بشكل تناسبي مع تغير سعر الصرف للعملات مقابل الليرة السورية التي تتهاوى مع الوقت، وسط قلة موارد الدخل في ريف حماة المحرر.
في مدينة قلعة المضيق في سهل الغاب الحال يزداد سوءاً كباقي المناطق المحررة، مقارنة بارتفاع صرف الدولار الذي يشتري فيه التجار ويعادلونه على الليرة السورية لتتم عملية البيع بما يحقق الربح للتجار، وفي حال ارتفاعه يرفع التجار أسعار المواد بشكل فوري الأمر الذي يساهم في التضييق على المدنيين في ظل البطالة وقلة موارد الدخل وتردي الزراعة نتيجة القصف.
معيشة ضنكة
حنّان مواطن يسكن في منطقة سهل الغاب، قال لبلدي نيوز: "مع وصول سعر كيلو البندورة الواحد الى 400 ليرة سورية وكيلو الباذنجان الى 350 ليرة، لم يعد بمقدوري كرب أسرة أن أوفر جميع المتطلبات في المنزل مما جعلني أعكف على تأمين الأساسيات فقط كالخبز والطحين والبرغل والزيت الذي نشتريه بالرغم من ارتفاع سعره".
ويضيف "إن الدولار هو السبب في غلاء المعيشة، فالتاجر يتذرع بتدني العملة ويوفر من الدخل الأجنبي، أما المواطن الذي لا دخل له، لم يعد يكفيه في اليوم الواحد أقل من 4000 ليرة سورية لتأمين متطلبات الغذاء، ناهيك عن الدواء للأطفال واللباس والمياه".
ولا يخفي حنّان حزنه من هذه الحال التي وصل لها بسبب عدم قدرته على زراعة أرضه وجني محصولها منذ أكثر من سنتين، بسبب قصف معسكر جورين اليومي للسهول الزراعية قبل القرى السكنية في منطقة سهل الغاب.
وعند التجول بالسوق لا يلاحظ المشاهد الكثير من الناس إلا بعضهم، وعن سبب ذلك يجيب رئيس المجلس البلدي في قرية الحويز سامر الصطوف قائلاً: "إن سوق مدينة قلعة المضيق، هو مقصد الكثير من قرى سهل الغاب إلا أن الارتفاع الغريب في الأسعار، وخاصة الخضار وأساسيات الحياة دفع الكثير من أهالي القرية إلى مغادرتها نحو المخيمات".
حجة واحدة
أما التجار، فلهم رأي آخر، حيث يقول محمد عبد الكريم الظافر، أحد تجار الألبسة والمواد الغذائية: "إنني أشتري بضاعتي لأفاجئ بارتفاع سعر الصرف بعد يومين، ما يجبرني على رفع سعر المادة لأستطيع شراء ما ينقصني فيما بعد".
ويعد هذا السبب هو العامل الأساسي برأي الظافر الذي توقع ارتفاعاً أكثر لأسعار المواد الغذائية، كون الدولار بارتفاع مستمر، حيث وصل إلى سقف الـ500ليرة سورية للدولار الواحد.
أما المحروقات والغاز فأسعارها متفاوتة في المنطقة، حيث يصل ليتر البزين إلى 500 ليرة سورية، لكنه يتهاوى بعد فترة زمنية إلى 250 ليرة سورية وكذلك الديزل والكاز.
محمد الأمين صاحب محل محروقات، أرجع السبب إلى طريق المحروقات الذي يأتي من المنطقة الشرقية، فعند حدوث مشاكل على ذلك الطريق، فإن المنطقة تضج بارتفاع متتالي في الأسعار، ليصل سعر ليتر المازوت إلى 600 ليرة في بعض الأحيان.
أما التجار فلهم طرقهم في استيراد كميات من البنزين والغاز من تلك المناطق، حيث تتفاوت أسعار الغاز بين الـ8000 ليرة والـ 3000 ليرة، بحسب ما يفرض حاجز النظام ضريبة على تلك المواد الخارجة من تحت سيطرته إلى المناطق المحررة.