أمهات سوريات في عيدهن.. دموع لفقد الأحبة وقلوب دامية - It's Over 9000!

أمهات سوريات في عيدهن.. دموع لفقد الأحبة وقلوب دامية

بلدي نيوز- (ليلى حامد)
ليس بالقليل أن تنحني الجباه أمام عظمة العطاء وبذل التضحيات، تلك المرأة التي لم تستكين للطغيان، ولم تفتر عزيمتها أمام أشد المحن والآلام في أثناء الحرب السورية التي طالت، بدءاً من مشاركتها في المظاهرات السلمية وصولاً إلى استشهادها أو اعتقالها أو اغتصابها وفقد معيلها.
الأم السورية رمز الثورة الباقي والمتأصل والمتجدد، بل هي عطاء لا ينضب، تلك السيدة التي كانت لبّ المنظومة الاجتماعية وجوهرها هي أم الناشطين الثوريين، وأم المعتقلين، وأم الشهداء، ولم تكن أمّاً فحسب بل هي الناشطة الإعلامية والمعتقلة والشهيدة والأرملة والثكلى، هي سيدة الكون بلا منازع متجاوزة القواعد الاجتماعية من حيث القبول أو الرفض حسب الظرف الراهن.
"أم هادي" المقيمة في أطمة شمالي سوريا، لا تتجاوز الـ25 عاماً، وهي أمٌّ لخمسة أطفال فقدت زوجها في معارك حماة، وأصبحت الآن تحمل العبء الأكبر لتمكّن أطفالها من التعلم، تقول لبلدي نيوز، "أكثر الأمهات تحت خط الفقر وبلا رجال إلا بعض الكهول، فأنا مضطرة للعمل داخل البيت وخارجه لأتمكن من إعالة صغاري وأكفيهم شر الحاجة والفقر، لذلك تعلمت نسج الصوف اليدوي برسومات متعددة، والنسج الآلي بعد شرائي لماكينة ووضعها في البيت حتى أعمل وأنا قريبة من أولادي لأنهم صغار وبحاجة لرعايتي".
"بدم ذكي طاهر كان شهيد الحرية محمد الذي قدم روحه رخيصة في الذود عن مدينتنا إدلب، استبسل في معارك عدة وأصيب مراراً إلى أن استشهد عام 2015 في أثناء تحرير مدينة إدلب"، تقول الأم المكلومة؛ وتضيف "محمد الذي كان يرعاني بعد وفاة والده، ويحميني بذراعيه عند سماع القصف، ويقبلني كل صباح طالباً الرضا بكلماته... رضاك يا ست الحبايب، أفتقده الآن ليساعدني عند ذهابي للطبيب، أفتقد ذراعيه القويتين، أفتقد حنانه وزين طلته، أفتقد وجوده بحياتي، أفتقد دخوله المنزل وضحكته العريضة أفتقد سندي ومعيلي الوحيد بعد موت زوجي".
خنساوات سورية كثيرات وعلى امتداد الأرض السورية، وأينما يممت وجهك سترى أمهات سوريات فقدن أبناءهن في الحرب الدائرة؛ فخنساء قرية سرجة من ريف إدلب غنيةٌ عن التعريف، وهي التي قدمت أولادها شهداء في سبيل حرية الوطن وأبنائه، كما اشتهرت بخنساء الثورة وضرب بها المثل في الصبر.
وفي حديثها لبلدي نيوز تقول أم عبدالكريم الخمسينية، "الأم السورية في عيدها هي الأم الأكثر والأعظم حزناً، لأنها فقدت أولادها أو زوجها في أثناء القصف، وبعضهن فقد الاثنين، فقدتُ اثنين من أولادي في القصف على منزلنا في حمص ثم فقدت زوجي في معارك الشمال السوري لأجد نفسي المعيلة لأحفادي، لذلك أعمل طوال النهار بكبس التين لأكفيهم سؤال الناس أعطوهم أو منعوهم".
أما أم حسام فعيدها في اليوم الذي تستطيع أن تحصل فيه على أطرافٍ اصطناعية لابنها الذي فقد قدميه بالقصف سابقا حسب قولها.
وأما الجانب الأكثر إيلاماً للأم السورية العظيمة هو غياب الأمهات في المعتقلات ومراكز الاحتجاز، وتعرّضهن للتعذيب والاعتداء عليهن أمام أزواجهن أو أبنائهن بهدف نزع الاعترافات، أو للضغط عليهن حتى يتم تسليم الرجال أو الأبناء؛ الأمر الذي آلم أغلب الأمهات السورية، حسب شهادة (م-ن) التي رفضت الكشف عن اسمها لظروف أمنية.
لم يكن العبء ثقيلاً على أمهاتنا داخل سوريا فحسب، فالحمل ثقيل عليها في بلدان اللجوء، فكم من أم حرمت من أولادها لبقائهم داخل سوريا.
تقول سلام عبدالمنعم لبلدي نيوز، "هجرت من داريا مع ثلاثة من أولادي الشباب إلى الشمال السوري، ثم تابعت طريقي إلى تركيا ثم هاجرت إلى ألمانيا، ومنذ ذلك الحين، وأنا أحاول لم شمل أولادي لكن دون جدوى لأنهم لا يملكون جوازات سفر، وعمرهم فوق الثامنة عشرة"، مضيفة؛ "لا عيد لي إلا بقرب أولادي مني، وسأستمر بالمحاولة حتى ألقاهم".
الأم السورية كما يصفها السوريون، هي وطن مكلوم وقلب متصدع، قوية ومتجددة ومزهرة كالربيع، هي من أروع نساء الأرض لأنهن عشن ظروف الحرب القاسية التي أضنت أجسادهن وكانت سبباً في تفريق عوائلهن، كما ظهرت نماذج للأم السورية رسمت جزءاً من الصورة.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//