درعا.. اتفاق التسوية وتغلغل إيران جنوب سوريا "الجزء 4" - It's Over 9000!

درعا.. اتفاق التسوية وتغلغل إيران جنوب سوريا "الجزء 4"

بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
بعد تدمير الجبهة الداخلية لمقاتلي المعارضة في درعا وتفكيك البنية التنظيمية للفصائل عبر الاختراقات التي عمل عليها نظام الأسد لسنوات، وإلجام الفصائل باتفاق خفض التصعيد، لم يحتاج الأسد لأكثر من شهر من القصف الجنوني للسيطرة على كامل الجنوب وإجبار من يرفض الاستسلام بالرحيل إلى الشمال السوري المحرر، وبذلك يختم نظام الأسد ملف التهجير القسري الذي بدأه في حمص القديمة وأنهاه في درعا.
وتمكنت روسيا عبر اللعب على سياسة "فرق تسد" من جذب بعض فصائل الجبهة الجنوبية وإغرائها بالامتيازات، عداك عن الاتفاق السرية مع هيئة تحرير الشام التي تم من خلالها إفراغ المنطقة الجنوبية من التواجد الفعلي للهيئة وخروج قياداتها باتجاه الشمال محرر، مما فتح المجال لبروز فصيلين أو ثلاثة على الموقف دون أي منافس لهم، أحدهما موالي لتنظيم داعش.
وعملت روسيا على التنسيق مع عدة فصائل لاتفاق المصالحات جنوب سوريا، قبل شهور من بدء طيرانها كافة الأساليب لإجبار باقي الفصائل على الاستسلام، مما مكن نظام الأسد بدعم روسي من استعاد السيطرة على كامل الجنوب السوري في تاريخ 28 تموز 2018، وتنهي سيطرة فصائل المعارضة بشكل كامل جنوب سوريا.
وكان من أبرز الوجوه التي ساهمت في استعادة نظام الأسد للجنوب عراب مصالحات الجنوب "أحمد العودة" قائد فصيل قوات شباب السنة الذي لعب الدور الأبرز في تسهيل سيطرة النظام وروسيا جنوبا، وعقد اتفاق لتشكيل الفيلق الخامس التابع لروسيا، عمادها الفصيل الذي يقوده العودة، والذي كان على علم مسبق بالحملة العسكرية على الجنوب من خلال اجتماعات سرية عقدت بين العودة شخصيا، وضباط تابعين للنظام وروسيا في مدينة السويداء الخاضعة لسيطرة النظام.
وبعد سيطرة وروسيا والأسد على الجنوب السوري وبالرغم من كافة الوعود التي قطعتها روسيا لمنع التوغل الإيراني جنوب سوريا؛ بات من المعروف للعيان بأن وقف التغلغل الإيراني جنوب سوريا من المستحيلات، خاصة مع إنشاء العديد من القواعد العسكرية والمقرات التابعة لميليشيات حزب الله اللبناني المنتشرة من حدود الجولان المحتل في جباتا الخشب ومدينة البعث، وصولا إلى منطقة حوض اليرموك في الجنوب الشرقي لمحافظة درعا، ومنطقة اللجاة في الشمال الشرقي لمحافظة درعا وبلدات نصيب وأم المياذن وداعل والحراك ومدينة درعا ومدن صيدا والحارة.
وعمل الحزب على ضم عناصر سابقين من فصائل المصالحات لتشكيل قوة محلية موالية له، ستمكنه لاحقا من تنفيذ أهدافه على الحدود مع الجولان المحتل والحدود مع الأردن، دون أي خسائر بشرية في صفوفه، وبهدف التلاعب على الاتفاقيات والقرارات الدولية بإبعاد أي تواجد للحزب عن الحدود مع الجولان المحتل أو مع الأردن على حد سواء، والتذرع بأن تلك الميليشيات محلية.
المحامي همام فهيم قال في حديث لبلدي نيوز حول التمدد الإيراني جنوب سوريا "إيران وحزب الله اللبناني يتلاعبان بالتسوية للبقاء في حوران والقنيطرة، كإنشاء قوات اللواء الشيعي 313 التي تم تشكيلها من أبناء محافظة درعا حصرا، وتم تغيير اسمها لقوات درع الوطن بقيادة وسيم مسالمة الملقب "وسيم الأعمر"، وعمد إلى إرسال مجموعة من قياداته إلى بلدات ومدن حوران برفقة عدد من ضباط النظام والاجتماع بوجهاء تلك البلدات بحجة البحث عن جثث مقاتلين للحزب دفنوا في تلك المناطق، بعد مقتلهم على أيدي ثوار درعا، ومن تلك القيادات التي أرسلها الحزب "الحاج ابو هادي وأبو ذر وأبو جهاد".
وفي ضوء اختلاط المشاريع الذي يشهدها الجنوب السوري؛ فلا بد من التنويه إلى حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة، والتجاذبات بين الفصائل الموالية لإيران ونظيرتها الموالية لروسيا أهم سمات هذه المرحلة في المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى وجود عناصر محلية تعمل على ضرب الاثنين معا، مما يجعل المنطقة ساحة لصراع تقليدي للسيطرة وقوده أبناء المنطقة من العناصر التابعين لقوات النظام، عبر عمليات اغتيال متبادل وتفجير تشهدها المنطقة بين الحين والأخر، سقط خلالها العديد من القتلى بينهم قياديون في فصائل المصالحات، وقياديون في مخابرات الأسد، مما يؤكد تداخل الصراع بين تلك الأطراف.
وأخير يبدو من الواضح بأن نظام الأسد وروسيا تولي المنطقة الجنوبية حساسية كبيرة ظهر ذلك من خلال كميلة الزيارات التي شهدتها المنطقة، كأمثال قائد شعبة المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، وقائد شعبة المخابرات العسكرية اللواء محمد محلا، في محاولة لاستخدام القوة الناعمة لاستمالة مئات العناصر السابقين في فصائل المصالحات، والذي لا يزال سلاحهم بأيديهم، وهذه يؤكد بأن المنطقة الجنوبية بخصوصيتها الدولية وما تحتويه من حاضنة شعبية، تتمتع بأهمية كبيرة لدى نظام الأسد وروسيا والدول المجاورة لها على حد سواء، مما يجعل تلك المنطقة من سوريا معرضة لكل الاحتمالات التي من المتوقع أن تتعرض لها، بما فيها عودة الثورة وثوارها، في ظل التأكيد على عدم تمكن نظام الأسد لإعادة عجلة الزمن لما قبل كتابات أطفال درعا البلد 2011.

الجزء الثالث :

"داعش" وروسيا واتفاق خفض التصعيد.. الثالوث القاتل في درعا

الجزء الثاني :

في الذكرى الثامنة للثورة.. درعا خلال مرحلة التحرير وتوسع السيطرة (الجزء الثاني)

الجزء الأول :

درعا.. أطفال أشعلوا فتيل الثورة السورية ضد الأسد (الجزء 1)

 
 
 

مقالات ذات صلة

لقاء مرتقب في واشنطن بين أردوغان وبايدن لبحث الملف السوري

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

كيف أحيا الشمال السوري ذكرى الثورة

منسق الأمم المتحدة الإقليمي يكشف نتائج زيارته إلى إدلب

أول اتحاد للمصممين في الشمال السوري