بلدي نيوز – (نورا الباشا)
يحتفل العالم بعيد الأم، اليوم الاثنين، ولا بدّ في هذا الصدد من ذكر الأمهات الأكثر تضحية في العالم وهن الأمهات السوريات بالنظر لما تعرضت له من المعاناة خلال سنوات الثورة الخمسة الماضية، فهي أم الشهداء وزوجة الشهيد، وأخت الشهداء، والشهيدة أحياناً.
مراسلة بلدي نيوز التقت عدداً من الأمهات السوريات بهذه المناسبة لترى كيف تنظر الأم بعد خمس سنوات من المعاناة والشقاء.
وفي هذا الصدد تقول مريم عبد القادر لبلدي نيوز: "فقدت ولديّ شهداء في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض وأرى ما قدمته جزء بسيطاً مما قدمته أخريات، فأعرف أمهات فقدن أكثر بكثير فمنهن من فقدت اثنين أو ثلاثة أو أربعة وفقدن أزواجهن لكني أعلم أن طريق الحرية الذي اخترناه لابدّ من أن يكلفنا الدماء ولست نادمة على ذلك بل فخورة كوني أمّ الشهيدين وأطلب من جميع الأمهات بهذه المناسبة أن يرفعن رؤسهن فهن أمهات الأبطال".
وانتشرت في بداية الثوة تسمية خنساء الثورة عن أم فقدت أكثر من ولدين إلا أن الظاهرة تعددت وبات في كل منطقة من سورية أكثر من خنساء واحدة، ومازالت الأمهات يتسابقن لدفع أبنائهن إلى ساحات المعارك للدفاع عن الوطن وأبنائه.
مريم عبد الرحمن تقول في عيد الأم: "كأم يمكنني القول بأن الأم السورية أعطت الكثير للثورة فهي زوجة الشهيد وأم الشهيد والمشردة على أبواب اللجوء والتهجير ومن خلال عملي مع الثوار من بدايات الثورة كنت الممرضة وكاتبة أغاني الثورة وقدمت الطعام للثوار وهذه تجربتي كواحدة من ملايين السيدات في سوريا ومن ثم إلى مرارة التهجير والاغتراب وضياع الحقوق والوقوف على أبواب الجمعيات والمنظمات الانسانية لتحقيق أبسط الحقوق لتلك الام التي فقدت كل شيء بداية من زوجها وحتى أبنائها وبيتها وبالأشمل فقدت وطنا"
أما السيدة "أحلام طيبة" تقول لبلدي نيوز: "أنا من مدينة حمص السورية لم أعمل بشكل منظم في الثورة بأي جهة إلا أنني قدمت الكثير من المساعدات وقمت بفتح العديد من البيوت أملكها للنازحين من الموت والدمار في سوريا".
نموذج آخر من الأمهات السوريات هي "ملاك بستوني" سيدة من حمص وأم لطفلين تخرجت من كلية علم النفس أجبرتها ظروف الحرب لمغادرة سوريا حرصاً على نفسها وعلى ولديها تقول: " كنت أقيم بمخيم حمص ومع أنه لم يتعرض للقصف لكن بحكم أنه قريب من حي بابا عمرو كانت تسقط القذائف عليه بين الحين والآخر، حاولت ان أقدم الدعم النفسي للأطفال والنساء ممن كن في الاعتقال ويجب علي أقدم جزءاً بسيطاً مما قدمت نظيراتي من الأمهات".
لم تكن الأم السورية بمنأى عما يجري فقد شاركت في كل تفاصيل الثورة بدءاً من الحراك السلمي وانتهاء بتقديم المساعدة للثوار في ساحات المعارك فضلاً عن تشجيعهن لأبنائهن على المضي في الثورة حتى تحقيق النصر، تعرضت خلال ذلك للاعتقال والتشريد والإصابات والجوع وغيره.