بلدي نيوز – درعا (مهند الحوراني)
انتشرت ظاهرة التنقيب العشوائي للآثار في محافظة درعا، الأمر الذي أثار قلق الإدارة المدنية التابع للثورة التي تسعى بمساندة فصائل الجيش الحر للمحافظة عليها وضبط عمليات التنقيب، كون أغلب من يقوم بهذا الأمر لهم ارتباطات مع نظام الأسد او كانوا من الشبيحة قبل التحرير.
وتعد محافظة درعا، أحد أكبر الخزانات الأثرية والتاريخية في سورية، حيث تحوي مدنها وبلداتها على عشرات المعالم والمباني الاثرية والتي تعود لآلاف السنين، تمثل حضارات مختلفة على مر العصور إلا أن آثار المحافظة وكنوزها الدفينة كانت هدفهاً لمرتزقة النظام، فانتشرت عمليات التنقيب العشوائي خصوصاً في مدينة بصرى الشام الأثرية شرق درعا التي تحوي المدرج الروماني الشهير.
وقال سليمان العيسى مدير آثار بصرى الشام لبلدي نيوز: "التنقيب عن الكنوز الأثرية أو ما تسمى الحفريات السرية في المواقع الأثرية ظاهرة انتشرت مؤخراً في معظم المدن والمواقع التاريخية الأثرية بحثاً عن الكنوز واللقى الأثرية ذات القيمة المادية الكبيرة (كالذهب والتماثيل والنقود البرونزية والتماثيل الحجرية المكتملة. اللوحات الفسيفسائية والنقود بمختلف أنواعها)".
وتعود هذه الكنوز، بحسب العيسى، لحقب تاريخية وحضارات قديمة، الأمر الذي زاد من أهميتها ويسعون للمحافظة عليها بتضامن قوى ومؤسسات الثورة كافة، وفق قوله.
ونظراً للظروف المعيشية الصعبة وقلة موارد الدخل وغلاء الأسعار ساهم وبشكل كبير لتوجه شريحة الشباب إلى التنقيب علهم يسدوا بعضاً من احتياجاتهم، وفي هذا الصدد، يقول العيسى: "للأسف فقد اتجه معظم الشباب ممن لا يملكون عملاً ودخلاً مادياً للبحث عن الكنوز ليوفروا لأنفسهم ولمن يعيلون مصدر رزق يعيشون من خلاله عيشة كريمة في ظل الحصار والحرب والانهيار الاقتصادي الذي أصاب سورية خلال سنوات الحرب أو حتى قبل ذلك".
ولفت العيسى "إلى أنه لا يدرك الكثير من الباحثين عن الكنوز مدى التدمير والتشويه الذي يحدثونه أثناء حفرياتهم لا سيما وأنهم غير مؤهلين علميا وليس لديهم أدنى معرفة بالقيمة التاريخية لما يصادفهم أثناء الحفر من لقى أثرية وفخاريات وزجاج وعظام، فهذه اللقى التي يعتبرون بأن لا قيمة مادية لها تعتبر لدينا من الأدلة على وجود حضارة ما أو تعرفنا بالحياة الاقتصادية والاجتماعية التي كان القدماء يعيشونها".
وكان للنظام دور كبير في الحفريات السرية وتخريب الآثار خصوصاً في مدينة بصرى الشام، حيث كان الوجود القوي لمليشيات حزب الله، الأمر الذي أكده العيسى قائلاً: "وجدنا في مدينة بصرى الشام حفريات سرية وتخريب في بعض المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة قوات الأسد خلال الأربع سنوات الماضية إلا أن تحرير المدينة ساعدنا كثيراً في ضبط هذه الحفريات بنسبة عالية تصل إلى 90 بالمئة".
وبعد تحرير المدينة عمل الجيش الحر على فرز كتيبة خاصة تابعة للجيش الحر لحماية المواقع الأثرية من التخريب والسرقة والحفريات السرية، وهذه المجموعة على تواصل وتعاون مباشر معنا في دائرة آثار مدينة بصرى الشام الثورية.
وشاركت دائرة آثار بصرى الشام بحملة (متحدون مع التراث) وهي حملة أطلقتها اليونسكو للتعريف بأهمية التراث الثقافي والأثري.