بلدي نيوز - ريف إدلب (زين كيالي)
تسببت الأمطار الغزيرة والسيول المستمرة لليوم الثالث على التوالي، باقتلاع وتلف عدد من خيم النازحين في مخيمي خربة الجوز والأنصار بالريف الشمالي للاذقية وإدلب على الحدود السورية-التركية، اللذان يقطنهما نازحين من ريف اللاذقية، ما زاد من معاناتهم بسبب نقص أبسط مقومات الحياة الأساسية وعدم تنظيم المخيمين.
وكان قد نزح ما يزيد عن 50 ألف مدني من جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، يتوزعون في مخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي اللاذقية وإدلب، معظمهم نزح خلال الخمسة أشهر الماضية بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها على أغلب القرى والبلدات في المنطقة، بمساندة برية وجوية من قبل القوات الروسية.
وقال ناشطون في المنطقة إن العواصف والأمطار اقتلعت سبع خيم وأتلفت أخرى، كما تسببت بانتشار الطين وتجمع المياه داخل خيم النازحين، فضلا عن تضرر أمتعة النازحين.
الأحوال الجوية أدت إلى انتشار الأمراض خصوصاً لدى الأطفال النازحين نتيجة انخفاض درجات الحرارة والأمطار الغزيرة، سيما وأن أغلب الخيم لا تحمي من المطر، إضافة لغياب المساعدات عنهم وعدم وجود منظمات تتبنى تلك المخيمات.
وأردفت المصادر الإعلامية بأن الأمطار والسيول زادت، بشكل كبير، معاناة النازحين، الذين يعجز المئات منهم عن البقاء في المخيمات خلال الظروف الحالية، مشيرة إلى أن النازحين والمسؤولين عن المخيمات وجّهوا نداءات استغاثة عديدة، للمنظمات الإنسانية، من أجل مساعدتهم وتأمين خيم جديدة، وتقديم الدعم لرصف أرضيات الخيم وفتح ممرات لتصريف المياه.
يقول "أبو محمد" وهو أحد نازحي مخيم أوبين لبلدي نيوز: "منذ ثلاثة أيام ونحن في العراء، اقتلعت الرياح خيمتنا"، ويضيف "عبثاً حاولت إصلاحها وتثبيتها، فالرياح الموسمية في مثل هذا الوقت قوية جداً والأمطار لا تتوقف، الحياة هنا صراع من أجل البقاء".
استمرار هطول الأمطار جعل الوصول إلى المخيمات الحدودية، أمراً غايةً في الصعوبة، فالأرض الموحلة تعيق حركة السيارات، بحسب ما قاله أبو ياسين، الذي يعجز عن حماية أطفاله من البرد القارس في غابات ريف اللاذقية، حيث يقيم مع عائلته في مخيم اليمضية، الأمر الذي تسبب بمرض الأطفال.
يقول أبو ياسين لبلدي نيوز "الأرض الزراعية هنا غير صالحة لإقامة مخيم فوقها، فالطين كان سببا لمرض أطفالي، وهم الآن بالمشفى".