بلدي نيوز – درعا (أبو خطاب النميري)
يعتبر ما بات يعرف اليوم باسم "مثلث الموت" من أجمل بقاع سورية وأغناها وعقدتها الجغرافية والتاريخية.
بلدات "كفر ناسج، الطيحة، المال، حمريت، الهبارية، دير العدس، الدناجي، ماعص"؛ الواقعة جنوبي سورية، والواصلة بين أرياف درعا والقنيطرة ودمشق نقطة الربط بين فلسطين المحتلة وسورية والأردن، تصبح الآن مكاناً للموت والدمار والوحدة.
أبو محمد أحد نازحي بلدة حمريت يسكن الآن في بلدة الطيحة بعد أن نزح إليها، يروي ما جرى معه لبلدي نيوز، وقال "بحثت كثيراً عن بيت بعيد عن مناطق الاشتباك لكني لم أجد، فاضطررت أن أسكن في بلدة الطيحة القريبة من جبهة مثلث الموت".
"أبو محمد" يعتمد على رعي الأغنام كمصدر رزق وحيد له، بالرغم من أن القطيع الصغير تعرض أكثر من مرة للقصف الذي لا يهدأ، ومع ذلك ما يزال أبو أحمد مصراً على التمسك بأرضه.
ليس ما يؤرق أبو محمد القصف فقط، فالوحدة التي يعاني منها مخيفة بحد ذاتها، فلا مؤنس له هناك، ولا مساعد لي في حال تعرض للإصابة. ويتابع "استشهد ابني وبقيت وحيداً مع ألمي هنا".
الغلاء وندرة المواد أمورٌ تزيد الحياة صعوبة، أما مشكلة الماء وعناء نقلها مخاطرة لا تقل ثقلاً عن رحلة البحث عن مكانٍ آمن وسط القصف المستمر، بحسب ما يقول أبو محمد.
بدوره محمد أكبر أبناء الرجل المسن، يقول "نعيش هنا بمخاطر كبيرة ووحدة لعدم وجود مدنيين كثيرٌ في محيطنا هذه إحدى أكثر الأمور المزعجة".
ويتابع "ما يزيد الأمور سوء كثرة القصف والاشتباكات أخاف من الإصابة هنا في الوحدة، فلا أحد يساندنا هنا نحن وحيدون غرباء".
أم سالم إحدى الفلاحات اللواتي يسكنّ في البلدة أيضاً، تقول "لاحول ولا قوة لنا بعدما دمرت قوات النظام منزلنا ونسكن الآن في بيت لأحد الجيران اللذين هاجروا إلى ألمانيا".
وتضيف "ما أجبرنا على البقاء هنا، هو أننا لا نعرف غير الزراعة فلا تعليم ولا مهنة نجيدها".
فرغم كل المصاعب تصر أم سالم على البقاء في أرضها وترفض الهجرة خارج الوطن أو النزوح خارجه.
أكثر قاطني هذه المناطق فضلوا البقاء فيها، بالرغم من معاناتهم التي تزيد يوماً بعد يوم، حيث ساءت الحالة الصحية بسبب انعدام مصدر نظيف للمياه، ونقص في الكوادر والمواد الطبية، ما جعل مصير مئات المرضى والمصابين في خطر.