بلدي نيوز
رغم أنها أشد الحيوانات افتراسا، فإن الحروب التي نكّلت بالبشر والشجر والحجر لم تترك لها خيارا، وأرغمتها هي الأخرى على الهروب من ويلاتها للبحث عن ملاذ آمن يحميها من قذائف عشوائية، إلى أن منحها البشر المأوى الآمن، في ما يشبه اللجوء السياسي.
من سوريا والعراق وفلسطين، تم نقل تلك الحيوانات المفترسة لعدم القدرة على حمايتها أو لعدم تمكنها من الدفاع عن نفسها، فالحرب الطاحنة كانت أشد فتكا من مخالبها الحادّة.
ويحاول 17 أسدا إفريقيًّا ونمران وأربعة دببة أن تتعايش في موطنها الجديد بمحمية المأوى الطبيعية في جرش الأردنية (شمال)، لتمضي ما تبقى من حياتها في مهجر لم يعد يقتصر على البشر.
وتعتبر المحمية منطقة ذات أهمية خاصة حسب القوانين الزراعية والبيئية في الأردن، حيث تم رصد ثلث الحيوانات الموجودة في شمال الأردن فيها، وهي جزء من مشروع تشجيع التوازن والاحترام لجميع الكائنات لمؤسسة الأميرة عالية بنت الحسين (غير ربحية وتأسست في 2010) بالشراكة مع منظمة "فور بوز" النمساوية، لتأهيل الحيوانات البرية المفترسة وإعادة توطينها.
وبحسب مدير المأوى مصطفى خريسات فإن هذه المحمية هي الأولى والوحيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعنى بإيواء الحيوانات المفترسة.
وأوضح خريسات متحدثا عن الحيوانات المهجرة التي تعيش في المحمية، عن أن أربعة أسود جاءت من غزة، ودبا وأسدا من الموصل، لكن أسد الموصل تم نقله إلى جنوب أفريقيا.
وتابع أن خمسة أسود ودبّين جاءت من حلب، وتم نقل أحد الأسود إلى جنوب أفريقيا أيضا، وهي ما تبقى من أصل حديقة حيوانات كانت موجودة هناك تضم ما يزيد عن مئتي حيوان مختلف، نفقت نتيجة الحرب.
وبيّن أن جميع الحيوانات التي جاءت من مناطق الحروب (غزة وحلب والموصل) تولت منظمة "فور بوز" نقلها إلى الأردن.
المصدر : وكالة الأناضول