بلدي نيوز
كشف أول تقييم كامل للمخاطر التي تتعرض لها أشجار البن في العالم، أن 60% من أصل 124 نوعا معروفا مهددة بالانقراض، وأشار العلماء إلى أن هذا الرقم مثير للقلق، لأن أشجار البن البرية، ضرورية للغاية للحفاظ على محصول القهوة العالمي.
وينمو ما يفوق الـ100 نوع من شجرة البن بشكل طبيعي في الغابات، بما في ذلك نوعان يستخدمان في صناعة القهوة التي نشربها، ويقول الدكتور آرون ديفيز: "لولا أنواع البن البرية، لما كنا لنحصل على ما يكفي من القهوة التي نشربها، لأنك بالعودة إلى تاريخ البن، ستعرف أننا استخدمنا الأنواع البرية لجعل محصول القهوة مستداماً".
وجدت دراسة نشرت يوم الأربعاء في مجلة Science Advances، أن 75 نوعا من أشجار القهوة البرية مهددة بالانقراض، وأن 35 نوعا ليست كذلك، في حين لم يعرف سوى القليل عن الأنواع الباقية، التي يبلغ عددها 14 نوعا، كما أشار الباحثون إلى أن 28% من أنواع أشجار البن البرية، تنمو خارج مناطق المحميات، ولا تحفظ سوى بذور نصفها في بنوك البذور.
ووجدت دراسة حديثة أخرى نشرت في مجلة Global Change Biology، أن أشجار قهوة أرابيكا البرية، التي تنمو في الغابات المطيرة المرتفعة بإثيوبيا، تصنف أيضا ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، ومن المرجح أن يتقلص عددها بمعدل 50% أو أكثر، بسبب تغير المناخ وحده بحلول عام 2088.
ولا يدرك أغلب شاربي القهوة اليوم، أن مشروبهم المفضل يصنع من نوعين فقط من حبوب أشجار البن، أرابيكا وروبوستا، اللذين يمزجان في آلاف الخلطات المختلفة حول العالم، وأن بقية أنواع حبوب البن البرية ليس لها مذاق لذيذ، إلا أنها قد تحتوي على جينات يمكن تسخيرها للحفاظ على بقاء أشجار البن الأخرى في المستقبل، من خلال تطوير أنواع جديدة مهجنة، مقاومة للأمراض وللظروف المناخية القاسية.
وتنمو الغالبية العظمى من أشجار البن البرية، في الغابات النائية في أفريقيا وفي جيرة مدغشقر، في حين يمكن إيجادها بنسبة أقل في البلدان ذات المناخ الاستوائي، مثل بعض مناطق الهند، سريلانكا وأستراليا.
تتعرض بذور أشجار البن، كحال بذور العديد من النباتات الاستوائية، للتلف نتيجة عمليتي التجميد والتجفيف المستخدمتين في بنوك البذر التقليدية، كما أن الاحتباس الحراري وتغير المناخ وإزالة الغابات، جميعها عوامل قد تؤدي لانقراض أشجار البن في المستقبل.
المصدر: العربي الجديد